صباح الزهري
أسطورة قرأتها فأعجبتني وودت مشاركتها للعبرة التي تحتويها :
- تقول الأسطورة أنه عندما كانت الأرض خالية من البشر, كانت الفضائل والرذائل تجوب الأرض , وكانت تشعر بالملل الشديد , فأراد الأبداع ان يجعل الأرض اكثر حماسا , فأخترع لعبة الأستغماية , فراقت الفكرة للجميع وتحمسوا لها , وصرخ الجنون قائلا : أريد ان أبدأ , أنا سأغمض عيني اولا وابدأ العد , وأنتم عليكم الأختباء , ثم سأحاول العثور عليكم واحدا تلو الآخر .
فوقف عند جذع شجرة ووضع يديه على عينيه , وبدأ العد , واحد , اثنان , ثلاثة ... وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء , فأختبأت الرقة في وردة , وأختبأ العطاء في غيمة , وأختبأت القسوة في كومة حجارة , وهكذا حتى اختبأت كل الفضائل والرذائل جميعا الا الحب , وقف حائرا كعادته لايملك قرارا , لكنه عندما سمع الجنون قد اقترب من بلوغ المئة , أختبأ في سنبلة قمح , فتح الجنون عينيه , وكان ذكيا جدا , سرعان ماوجد الرقة مختبئة بين الورد , وشاهد العطاء في الغيمة , واكتشف القسوة عند كومة الحجارة , وأكمل بحثه يكتشف فضيلة , ويعثر على رذيلة , ولكنه لم يستطع ان يكتشف الحب , فلم يخطر بباله ان يكون قريبا منه الى هذا الحد , عند السنبلة التي كان يعد الى المئة قربها.
غضب الجنون من فشله , واراد ان يكتشف الحب بأي ثمن , فأخبره الحسد ان الحب مختبأ في سنبلة القمح , فأخذ غصنا مليئا بالشوك وتوجه الى السنبلة وضربها , فدخلت الأشواك في عيني الحب وفقد بصره وصار أعمى, صاح الجنون نادما : يا ألهي , ماذا فعلت ؟ وماذا علي ان افعل لأكفر عن خطئي هذا ؟ فقال له الحب : لن تستطيع ان تعيد الي بصري مهما حاولت , لهذا عليك ان تقودني طول العمر , ومن يومها مشى الحب على هذه الأرض أعمى يقوده الجنون .
إرسال تعليق