ميس خالد
قبل أن يضع النهار بصمته الأخيرة
في قرص الغروب القرمزي
ليطيح الحنين بدمعته الأولى
وعبر مجرى الأنفاس
يتمدد الإختناق
موجوعة جئت من أقصى اليتم
وحيدة إلا من الذكريات
ركبت رأس قلقي ..
وسرت نحوك بخطا ثمالتي الثكلى ..
امرأة فرّت من سرب النسوة
اعتزلت ملأ الإعتياد
دخلت عداد الثائرين
لأصرخ .. :
كافر هو غيابك
يصنع لي تماثيل من أطيافك
ويقول تعبّدي
فلم يعد اقترافك متاحا في كأس الممكن
يا رشفة احساسي القديم
لم يعد حبك خطيئة مبررة
دون إثبات عائدية
وصحة شعور ..
كم كنت حمقاء
حين وضعت حبي
في جيب قلبك العتيق الممزق ..
الذي أرهقه التجوال بين أكتاف الحسناوات
فدع أناملَ الفقد الناصعةَ الطُّهر
تجفّفُ رطوبةَ أحزاني
تضعُ على دماملِ عزلتي
مراهمَ النسيان
تُذهِبُ بداءِ توحّدي وانطوائي
بقصاصاتِ أيامٍ مضتْ
دعني
أتخذُ منْ إعتزالي إياك
صوامعَ لقمحِ التشافي
ومدخراً لنقاءِ الهوى
أجعلهُ خزينةً تمنحني ثراءَ راحتي
ومركزاً لجذبِ التياعي
محوراً تدورُ حولهُ سبعاً
أشواطُ قصائدي ..
عن قلب في أيسر الروح ، لم أعره مشاعره
عن عواطفي الملطخة بالهزائم
عن قطار الحب الذي دهس الايام وولى مسرعاً ..
بينما كنت أهندم قلبي
عن قلم واضح الحبر
رسمت به لواء المحبة
خشية ان أرمى بباب النسيان
عن قميص أبيض رميته فوق وجه الحظ
ولم يبصرني
عن الأنا التي كنت لا أعرفها .. والان لا تعرفني
عن بشاشة وجهي التي تتسول مكانها في القلوب
عن آخَري الذي التهمه التيه
رغم وصايا النصيب
الذي كان يلزمني لأتقي اختناق هذه الدمعة ...
حينما مرضت التفاصيل بالشك
ونزع اليقين من جسد الحديث
وقتلت الرغبة بنصل الفراق الرَجيم .
إرسال تعليق