متى تتعلم الإنصات إلى أحاسيس الآخرين .. تدرك الحكمة .

مشاهدات




سحر النصراوي

 



إن الأصل في العلاقات الإنسانية على اختلاف خلفياتها ، دينية كانت أو عرقية أو اجتماعية أو ايديولوجية ..، الإنصات والخروج  من قوقعة الأنانية والأنا .. أنصت جيدا ، لما تقوله و أنت تنطق به وأصخ السمع وأنصت جيدا إلى وقع حديثك في نفوس الآخرين . بعض العلاقات وإن تكن وطيدة ، ..يمكن أن تتحول إلى عداوة وتسمم حياة من يخوضها إذا خلت من الإنصات . انتبه كثيرا إلى تصرفاتك مع محيطك.. وانتبه أكثر إلى ما تقوله ، لأن للكلام أثر البلسم إذا أجدت نقعه  في بحر النوايا الحسنة ،كما و أن له أثر السم إذا سبح في طوفان النوايا السيئة . 

 

الكلمة ثمرة إحساس و الأفعال ، ثمرة دراية و معرفة . الأصل في الحكمة هو أن تصل للصيغة الأبهى والتي يتفق فيها حسن التصرف مع حسن النية . لأن الحكمة لا يمكن أن تكون ثمرة شر ولا تدرك بالإساءة أو بسوء تقدير من تظن أنه أقل منك معرفة . في النهاية صحيح أن الحكمة ليست صفة في متناول الجميع ، لكن إدراك بعضها قد يقيك كثيرا من التعب و خيبات الأمل .. أنا لا أعرف من ذا الذي يمكن أن يدركها لأنهم إما كثر وإما موعودون جميعا بها وإما أنها تحل بعقول بعض و تغادر عقول آخرين . لكن هذا لا يمنع أنني أعرف تمام المعرفة ، ذاك الذي لا يدركها وإن تكن بالأساس لا تمثل أولوية لبعض هؤلاء . الأناني ، لا يدرك الحكمة ولا الشرير ولا الظالم . العنيد لا يدركها ، ولا قليل الصبر ولا الحالم . في النهاية ، لا شيء يمكن أن يمنع الوصول إلى الحكمة بقدر العجلة.

 

أنا مثلا ، .. لم أعد أستطيع الوصول إليها رغم أنها كانت في يوم ما ، ضالتي. لم أعد أستطيع الوصول إليها ، لأنني لم أعد أفكر وأحلل كما كنت أفعل في السابق. سرعة الغضب والانفعال ، باتا يمنعانني من تلك السكينة التي كنت أنعم بها ، يوم كنت أظن أنني أدركت شيئا من الحكمة .  هذا ما دفعني الليلة للحديث عنها ، لأنه ما من شيء يمكن أن يجلب السكينة على صاحبه بقدر ، سعة الصدر ، التسامح والتفكير ولو لبرهة ، قبل رد أي فعل . والحكمة هي خلاصة كل ما بت أفتقده اليوم .

 


تعليقات

أحدث أقدم