فاطمة المزروعي
كل عمل ناجح ومتفوق وملهم يبدأ من التفكير، لذلك فإن العمل المبدع هو نتاج للتفكير والتقدير الذاتي . كتبت الدكتورة كارولين ميس : «التقدير الذاتي قد يكون من الأسباب الرئيسة في تعاسة أو سعادة الإنسان لأنه يتعامل مع الشعور والأحاسيس وإذا كان الشخص متقبلاً نفسه ويقدر نفسه أم لا»، لذلك نجد أن التقدير الذاتي يمكن أن يرفع الإنسان إلى أعالي النجاح وربما يسقطه إلى الهاوية ، لذلك فإن الأفكار الإيجابية يمكنها أن تساعدك على بناء الثقة بالنفس مما يؤدي إلى الفعل الإيجابي الذي يساعد الإنسان على التطور مهما كانت ظروفه وحياته وصعوبتها، وقد سئل مايكل جونسون الملاكم الأمريكي عن سبب تكراره في كل مقابلة جملة «أنا ملاكم رائع» فقال : «إن ذلك يعطيني الثقة بنفسي ويقوي عزيمتي ويجعل تركيزي على الفوز حتى ولو كانت هناك خسارة سأتعلم منها وأتدرب بطريقة أفضل حتى أفوز، فالأفكار خطيرة جداً وقد تكون هي السبب في الخسارة أو المكسب لأنها جذور الثقة بالنفس».
لذلك فإنني مؤمنة جداً بأن كل ما يتم تنفيذه في أرض الواقع إنما هو عبارة عن أفكار تتحول إلى خطط ثم يبدأ تنفيذها لتصبح على أرض الواقع. إن الفكرة لها قوة وتأثير على زرع الثقة بالنفس، لذلك إذا أردت فعلاً أن تكون لديك ثقتك وتقديرك لنفسك وذاتك عالية يجب أن تؤمن بأفكارك وتجعل تركيزك بشكل إيجابي لأن ذلك سوف يؤثر بشكل كبير على سلوكياتك. المؤلف الدكتور إبراهيم الفقي يقول: «إنّ كل كلمة وكل فكرة، تعد طاقة روحية، تقوم بتنشيط قوى الحياة في داخلك، سواء كانت ذات طبيعة سلبية أو إيجابية»، وكما ترى الفكرة تحدد مصير الإنسان في كافة أركان حياته ويمكن أن يكون لها تأثير مباشر على زواجه وحياته العلمية والعملية والصحية، فلو أردت تغييراً في حياتك بشكل إيجابي عليك بتغيير أفكارك من الداخل، اجعلها تدعمك وتحمسك، يمكن للفكرة أن تعمل على تجاوز العقبات والإحباطات والمنغصات، بل يمكنها إدارة شؤون حياتك اليومية، لذلك توجه دوماً نحو التفكير بمنطقية وتوازن.. إن تلك الأفكار والخواطر لها تأثير كبير علينا، فهي تؤثر على مواقفنا الذهنية، وعلى حالتنا النفسية، وعلى تحفزنا واستعدادنا للعمل.
إرسال تعليق