التوازن مفتاح الحياة

مشاهدات

 

 

فاطمة المزروعي


الحياة تحتاج منا للتوازن، أحياناً قد نندفع في المشاعر والأحاسيس، أو الغضب أو الحب أو الكره، فعندما نحب يجب أن يكون هذا الحب موضوعياً، وبالمثل حتى الغضب يجب أن يكون بقدر محدد لأن التجاور قد يؤثر علينا، البعض يسأل نفسه لماذا حياتنا غير متزنة؟ والسبب أن حياتنا صارت كثيرة الأحداث وصار الإنسان يرغب بالحصول على كل شيء فتجده يقاتل في هذه الحياة للحصول على كل ما يريده، وهذا الأمر أسقطه في موضوع عدم التوازن وأحياناً التعثر والسقوط والانهيار، لذلك لا تندفع دون رؤية ووضوح في أي مجال سواء في المشاعر أم الغضب مهما كانت درجة ألمك وحزنك وجرحك حتى لا تدخل في أزمة المرض النفسي أو في مواجهة القانون والمشكلات اليومية، الحياة تحتاج منك للتوازن في تعاملك مع موظفيك وأسرتك وأبنائك ومحبيك، في حديثك ونقاشك وتفاهمك وكلامك واحترامك مع الأصدقاء. 

 

التوازن مهارة، قلة من يجيدها. التوازن يمنحك الصحة والاحترام وتقدير الذات والوقت، من المهم أن يكون لدينا وعي بأهمية التوازن والاستمرارية في مهامنا أو تلك الأعمال الموكلة لنا أو الواجبات المناطة بنا . على سبيل المثال داخل الأسرة، وعند تعاملنا مع أطفالنا، نحتاج للتوازن في التربية، بمعنى لا تترك لهم العنان وأيضاً لا تشد الحبل وتحكم القيد، أترك للطفل التعبير بعفوية وامنحه المساحة الكافية للعب والركض، وفي اللحظة نفسها وجهه إلى أهمية الدراسة والتعلم، غذ عقله وقلبه بالقيم والمبادئ الحياتية. وتذكر أن هذا التوازن مهم جداً في الحياة، فلا تغلق الأبواب أمامك ولا تحاصر نفسك بالقيود، حاول أن تنظم نفسك ووقتك وحياتك وكما يقال: «لا إفراط ولا تفريط». في مجال العمل أيضاً حاول تشجيع موظفيك على التعامل الأمثل معهم، ودفعهم للإنتاجية وللابتكار، مشاركتهم همومهم وأحزانهم، سعادتهم وأفراحهم، مع وضع قوانين للتعامل والعلاقة الإنسانية الطبيعية يجب ألا يكون هناك تجاوز على حساب العمل ومخرجاته، التوازن قيمة مهمة جداً في مختلف مجالات حياتنا، فلا يمكن تحقيق التوازن الناجح دون الاستمرارية والديمومة في هذا النهج، تذكر أن التوازن والاستمرارية يحتاجان منك جهداً وذكاءً حياتياً، وهناك كلمة جميلة للعالم ألبرت اينشتاين يختصر التوازن بقوله: «الحياة مثل ركوب الدراجة. لتحافظ على توازنك يجب أن تواصل التحرك».

تعليقات

أحدث أقدم