بمزيد من الرضا بقضاء الله تعالى وقدره؛ تنعى هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ الأستاذ الدكتور (منير حميد البياتي)، أستاذ الشريعة والقانون، والداعية والمفكر الإسلامي المعروف، الذي وافاه الأجل اليوم الخميس (4/ربيع الآخر/1445هـ) الموافق (19/10/2023م)، عن عمر ناهز (84) عامًا بعد صراع مع المرض دام أشهرًا .
ولد الأستاذ الدكتور (منير حميد البياتي) -رحمه الله تعالى- سنة (1939م) في مدينة (بغداد)، بالعراق، ودرس مبادئ القراءة والكتابة والحساب وحفظ شيئًا من القرآن في الكُتَّاب، ثم درس المرحلة الابتدائية في مدارس بغداد، والمرحلتين المتوسطة والإعدادية في مدرسة (فيصل النموذجية)، فضلًا عن حضور دروس الشيخ (أمجد الزهاوي) والشيخ (الصواف)، ثم التحق بـ (كلية الحقوق) بجامعة بغداد، وتخرج منها عام (1963م)، وانتقل إلى (القاهرة)؛ لإكمال دراسته العليا، فحصل على شهادة الماجستير في الشريعة عام (1966م)، ثم على شهادة الدكتوراة من (كلية الحقوق) بجامعة القاهرة عام (1976م)، وكانت أطروحته بعنوان: (الدولة القانونية والنظام السياسي الإسلامي)، التي طبعت لاحقًا في بغداد وعمّان، وغيرهما، بعنوان: (النظام السياسي الإسلامي مقارنًا بالدولة القانونية؛ دراسة دستورية شرعية وقانونية مقارنة)؛ وتعد من أوائل الأطاريح في بابها.
عمل -رحمه الله تعالى- أستاذًا للشريعة والقانون في (جامعة بغداد) قبل حصوله على الدكتوراه وبعدها، وبعد هجرته من العراق عام (1992م)، عمل أستاذًا للشريعة والقانون في (جامعة صنعاء) باليمن، ثم أستاذًا للشريعة الإسلامية والعلاقات الدولية في (الجامعة الإسلامية العالمية) بماليزيا، ثم عميدًا لكلية الحقوق في (جامعة الزرقاء الأهلية) في الأردن، ثم أستاذًا في (المعهد العالي للقضاء) بجامعة (محمد بن سعود الإسلامية) في الرياض. للفقيد إسهامات علمية مهمة؛ حيث درَّس خلال مسيرته العلمية الطويلة مواد: الفقه، والسياسة الشرعية، والنظم الإسلامية، والعقائد، والقانون، في المراحل الجامعية الأولى وفي الدراسات العليا، وأشرف وناقش عددًا كبيرًا من البحوث والرسائل العلمية في العراق وخارجه، فضلًا عن مشاركته في الندوات والمؤتمرات العلمية. وله -رحمه الله- من المؤلفات: (النظام السياسي الإسلامي مقارنًا بالدولة القانونية)، و(النُظم الإسلامية) و(حقوق الإنسان بين الشريعة والقانون)، و(موسوعة المسلم في التوبة والترقي في مدارج الإيمان)، فضلًا عن دراسات وبحوث منشورة في المجلات العلمية في العراق والبلدان التي عمل فيها.
وقد عُرف الفقيد بهمته العالية، وغيرته الكبيرة على الدين وشعائره، والشريعة وعلومها، والمتابعة الدائمة لشؤون المسلمين والأمة، والحرص الدائم على الإفادة والإرشاد والتوجيه، وتميَّز -رحمه الله- بأسلوبه في الإلقاء والحديث الجامع بين الإقناع العقلي، والتشويق العاطفي، بطريقة محببة، ونبرات مميزة. وفيما يخص الشأن العراقي كان -رحمه الله- داعمًا ومؤازرًا لجهود هيئة علماء المسلمين في سبيل تحرير العراق واستعادة سيادته والمحافظة على وحدته. رحم الله الشيخ الأستاذ الدكتور (منير حميد البياتي) وجزاه عن جهوده العلمية والتربوية والدعوية؛ بالمغفرة والرحمة والرضوان، وجعل علمه شاهدًا له وسبيلًا إلى جنات النعيم، وأخلف للعراق والأمة وطلبة العلم فيهما؛ علماء مخلصين، ودعاة ربانيين، يحفظون علوم الشريعة وينشرونها وينافحون عنها.
الأمانة العامة
4/ ربيع الآخر/1445هـ
19/ 10/ 2023م
إرسال تعليق