خبرات كبار المواطنين

مشاهدات

 

 

فاطمة المزروعي


أجدادنا وجداتنا يعدّون خبرات لا تقدر بثمن ، يجب احترامها وتقديرها والاهتمام بها والاستفادة من تجاربهم ، في اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام ، نستذكر الصعاب والعقبات التي واجهت أجدادنا في الماضي، فقد كانوا مدارس حياتية عظيمة نتعلم منها كيف نتجاوز الهموم والمتاعب، إنهم بمقام الضوء الذي بوساطته يمكننا تجاوز العوائق بأقل تكلفة . في حياتنا اليومية نقع في الكثير من المشكلات بسبب نقص الخبرة ولا نعرف كيفية التعامل معها، ولكن نجد أن كبار السن لا توجد لديهم الكثير من هذه المشكلات، وذلك لأنهم أكثر خبرة وحكمة، هناك الكثير من الدراسات التي تثبت لنا أن كبار المواطنين لديهم القدرة على مواجهة الحياة بالخبرة والمهارة الحياتية، إنهم أكثر حكمة وقدرة على التعامل مع صعاب الحياة، ولهذا يمكن تجنب العقبات والصعاب بأقل خسارة ممكنة، ولذلك يمكننا الاستشارة والاستفادة من كبار المواطنين أهل الخبرة والمعرفة ، فلقد مروا بالكثير من التجارب والخبرات الحياتية الثمينة .

 

في سنة 2018 أطلقت حكومة دولة الإمارات السياسة الوطنية لكبار المواطنين، لمنحهم الاهتمام والرعاية والتقدير وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله : «وجهنا بتغيير مصطلح كبار السن، إلى كبار المواطنين، واعتمدنا السياسة الوطنية لكبار المواطنين، للارتقاء بجودة حياتهم وضمان مشاركتهم الفاعلة والمستمرة ضمن النسيج المجتمعي في الإمارات . كبار المواطنين هم كبار في الخبرة وكبار في العطاء، ولا يمكن تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي إلا بضمان الحياة الكريمة لهم. كبارنا هم الشباب الذين عطاؤهم لا ينضب، وأحث أبناء الإمارات على أن ينهلوا من تجاربهم وخبراتهم، وأن ينتهجوا ثقافة العطاء والتفاني والإخلاص. لا يمكن أن ننسى كل ما قدمتم وما زلتم تقدمون لدولة الإمارات، ونقول لكم: أنتم فخرنا وقدوتنا، راحتكم، وصحتكم، واستقراركم، وجودة حياتكم واجب إنساني ووطني، وحكومة الإمارات ترد الجميل دائماً لكل من يسهم في نهضتها» . هذا التكريم في محله لكبار المواطنين الذين يستحقون منا كل الاحترام والتقدير، هناك حكمة قديمة تقول: «لتعيش الحياة، خذ من المسنين عقولهم، ومن الأطفال قلوبهم، ومن العظماء هيبتهم، ومن الفقراء صبرهم» ولذلك أتمنى من الشباب والبنات ألّا ينسوا استشارة كبار السن في جميع أمورهم الحياتية، إنهم كنز لا يقدر بثمن ويمكن الاستفادة منهم، إنهم فرصة حقيقية للتعلم من الحياة، يجب أن نلتفت ونهتم بهم ونشاركهم محبتنا وتقديرنا، إنهم الخير والبركة.

تعليقات

أحدث أقدم