صباح الزهيري
البسوس بنت منقذ التميميه , خالة جساس ,التي صاحت : واذلاه , واجاراه , تلك الصيحة التي أستدعت أجارتها أشتعال حرب البسوس التي سميت بأسمها وأستمرت أربعون عاما وقتل فيها ألأعداد الغفيرة , كان العرب وقتها حماة , زهاة , يحمون مواقع السحاب , ويجيرون على الدهر , ولاتخفر ذمتهم , والذي يكون في جوارهم لايهاج .
أين نحن من غيرة الخليفة المعتصم الذي استجاب لصيحة امرأة مسلمة كانت قد استنجدت به من الروم ؟ والتي حرك على إثرها جيش المسلمين لنجدتها ؟ وأصبحت مثلاً لمن يستنجد أحداً للمساعدة . في ألأمس القريب عام 1989 , أتذكرون ذلك القائد العربي المشرقي الذي أنقذ منطقة روصو الموريتانية من أن يحتلها الجيش السنغالي وأمر بأقامة جسر جوي لنقل الدبابات والمدرعات مع المدربين لدعم موريتانيا أمام التهديدات السنغالية ؟ مالنا اليوم ؟ لماذا نشاهد هذه المواقف العربية الخجولة تجاه مايجري في غزة التي تتعرض لحرب ضروس وبتواطؤ عربي ودولي , وذهب ضحيتها حتى الآن آلاف القتلى والجرحى جلهم من النساء والأطفال , كما دُمرت أغلب البنى التحتية للقطاع بما جعل بقية السكان بلا مأوى ولا حاجات أساسية من ماء وكهرباء ودواء , وبدلا من ان نهلل لعملية ((طوفان الأقصى)) البطولية التي رفعت الرؤوس المطأطأة , وجعلت الأعناق تشرأب فخرا , هانحن نطعنهم ونتخلى عنهم ولا نمد ايدينا لمساعدتهم , بل أن بعضنا أغلق المنافذ عليهم . نحن في حيرة نتساءل ويتساءل معنا كل العرب والمسلمين : لماذا تراجع الموقف العربي الرسمي من القضية الفلسطينية ؟ وكيف تغلق الشقيقة الكبرى للأمة العربية المنفذ الإنساني الوحيد الذي يربط قطاع غزة بها ؟ ولماذا صمت الرؤساء العرب طويلا دون أن يعبّروا عن الموقف من العدوان الإسرائيلي؟
حرب غزة فضحتنا وأسقطت غيرتنا وأهانت شرفنا بالكامل، وقد وضعتنا في موقف لا نحسد عليه سجَّله التاريخ بشكل لا يمكن محوُه أبدا, وزاد من سقوط هيبتنا وسطوتنا في عيون وعقول وقلوب أبناء الأمة العربية في كل مكان . كان المفروض ألا نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه ما يجري في غزة , وأن نمارس على الأقل اضعف ألأيمان بأن نعطل ((قطار التطبيع)) بين دول عربية وإسرائيل , لا أعلم كيف يتحملوا مشاهدة ركام المنازل في كل مكان , بكاء وحزن العائلات في غزة بعد دمار بيوتهم جراء القصف الإسرائيلي , وأن يتمادى العدو بأعلان بنك أهداف معلن ونحن صامتون .
إرسال تعليق