السقوط الجميل

مشاهدات

 

 

 

فاطمة المزروعي


إنني مؤمنة بأن التميز لا يأتي دون تعب واجتهاد ، وأحياناً تعثر وسقطات ، أو حتى تذوق لمرارة الفشل ، لذلك ليس بالضرورة أن ننجز جميع مهامنا بنجاح أو بشكل احترافي . قد تمر علينا قائمة طويلة من الإخفاقات في مسيرة حياتنا ، فهل نقابلها بالاستسلام والضعف والتراجع ؟ هل نجعل الفشل والسقوط في بعض المحطات يؤثر علينا ويمنعنا من النجاح ؟ لو نظرنا من حولنا لوجدنا أن العظماء والناجحين كل واحد منهم لديه قصة مملوءة بالمعاناة والإخفاقات ، ولكن جعل منها دافعاً للمثابرة والنجاح والشهرة .



نذكر منها قصة الممثل الأمريكي جيري ساينفلد الذي حقق نجاحاً تاريخياً حول العالم ، واستطاع النجاح في عروضه الكوميدية خلال مدة 9 أعوام ابتداء من عام 1989، ويذكر أنه في بداية عروضه الأولى تعرض لمواقف كثيرة كادت تنهي مسيرته الكوميدية، فعندما صعد على المسرح لأول مرة لارتجال بعض المقاطع الكوميدية، انتابته نوبة هلع وخوف، ولم يستطع إكمال دوره، مما جعل الجمهور يطالب بإنزاله عن المسرح على الفور، ولكن أصدقاء ساينفلد طلبوا منه أن ينسى ما حصل، والعمل مرة أخرى على اعتلاء المسرح لتأكيد موهبته أمام الجمهور، وبالفعل لقد فعلها وصعد أمام الجمهور في اليوم الثاني على المسرح ، واستطاع أن يحقق نجاحاً مدوياً، هذا يعلمنا أن النجاحات لا تأتي بسهولة ، بل تحتاج المزيد من الصبر والتعلم وربما السقوط ، كلنا لدينا بدايات صعبة ، وقد تكون نتيجتها الفشل، ولكن الأهم ألا نجذب الفشل ولا ننسى أن الإخفاقات خير معلم، ويمكنها أن تمنحك الخبرة وتعلمك الدروس والتجارب .



لذلك في حالات السقوط والفشل والإخفاقات يتساءل البعض كيف نتصرف ؟ وما العلاج ؟ ببساطة يمكنك أن تعاود الكرّة مرة أخرى، لا تحبط نفسك، لا تقلل من قيمة تجربتك ولا فشلك، فقد يكون السقوط أحياناً جميلاً وأنيقاً، وقد تتعلم منه ما يمكن أن يفيدك ويساعدك على تجاوز الأزمات، وتذكر مقولة المؤلف والشاعر الإنجليزي صامويل جونسون: «إنني وإن هزمت، إلا أنني لم أستسلم». قد نخفق أو نفشل، أو قد نسقط في أي مضمار أو مجال أو حتى دراسة أو عمل أو حرفة، لكننا نواصل الجهد ونعاود الكرة والنهوض من جديد والعمل وبذل المستحيل، لذلك اجعل من الإخفاقات فناً للنجاحات والوصول إلى طموحك.

تعليقات

أحدث أقدم