أُكلتُ يوم أُكلَ الثورُ الأبيض!

مشاهدات



سعد أحمد الكبيسي

 

عندما رأى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه  كيف أصبحت الخلافة تُطلب بالسيوف بعد أن كانت تُعقد بالبيعة، قال : إنما مثلي ومثل عثمان مثل ثيران ثلاثة كانوا في غابة، أحدهم أبيض، والثاني أسود، والثالث أحمر، وكان معهم أسد، فكان لا يقدر عليهم مجتمعين، فقال للثور الأسود والأحمر أنه لا يدل علينا في موضعنا هذا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله لصفا لنا العيش بعد ذلك، وكُتم أمرنا، فقالا: دونك فكله! ثم قال للثور الأحمر : لوني على لونك فدعني آكل الأسود ، فيصفو لنا العيش بعد ذلك، فقال له: دونك فكله! فأكله، ثم بعد أيام قال للثور الأحمر: إني آكلك لا محالة، فقال: دعني أنادي أولًا، فأذن له، فنادى بأعلى صوته : ألا إني أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض! ألا وإني وهنت يوم  قُتل عثمان!

 

العبرة : 

1- لا تسمح للباطل أن يبدأ بغيرك، لأنه حتمًا سيصلك .

2- النبيل إذا اشتعل بيت جاره هبَّ ليساعد في إطفائه . 

3- بعض السياسات جس نبض، وقد كثر الصفع على خدودنا لأننا سكتنا عند الكف الأول !

4- أخبث الأعداء من مشى في أعدائه بسياسة فرِّق تَسُدْ، فإذا كانت مصلحة أعدائنا أن يفرقونا ليسهل عليهم أكلنا واحدًا واحداً فما هي مصلحتنا أن نتفرق، إنَّ الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، والأسود إذا أرادت افتراس فريسة  عزلتها عن القطيع أولًا. 

5- سقطت القدس يوم سقطت الأندلس، وسقطت بغداد يوم سقطت القدس، وسقطت صنعاء يوم سقطت بغداد ! هذه سُنة اللهِ في الأمة التي أرادها أن تجتمع فاختارت أن تتفرق، عندما حكمنا العالم من مشرقه إلى مغربه كنا قد انتقلنا من منطق القبيلة  إلى منطق ( الأمة )  التي إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسَّهر والحمى ، واليوم ما أن يسقط أحدنا حتى يبدأون يفكرون أي المتصدرين  سيكون بعده ، متى سنفهم أننا حين ندافع عن الآخرين فنحن في الحقيقة ندافع عن أنفسنا!

 

والعاقل يفهم . 

وستذكرون ما أقول لكم .


تعليقات

أحدث أقدم