مستقبل العمل في الذكاء الاصطناعي

مشاهدات

 






عماد علي العقابي   


الذكاء الاصطناعي سيدخل في كل مجالات العمل واعتمادنا عليه سيكون أكثر من اعتمادنا على الانترنت. سيكون لكل شيء من حولنا ذكاء اصطناعي حتى ملابسنا. الذكاء الاصطناعي سيقرأ خط الخدمة الخاص بنا رئيسنا في العمل سيكون ذكاء اصطناعي سنشاهد روبوتات لديها ذكاء اصطناعي تسير بيننا في الشوارع وسنشاهد الذكاء الاصطناعي يعمل كطبيب ومحامي وأستاذ جامعي.


يمكن ارجاع الذكاء الاصطناعي إلى فكرة استخدام الاجسام غير الحية التي تتمتع بالذكاء للقيام بمهام الإنسان. وهذه الفكرة موجودة منذ العصور القديمة، حيث نجد في اساطير الحضارة اليونانية وجود إلاه وهو (هيفايستوس) قد خلق خدماً ميكانيكيين روبوتات للدفاع عن جزيرة كريت من الغزاة.


عرف العلماء والباحثين الذكاء الاصطناعي تعريفات كثيرة، وهو ببساطة "محاكاة للذكاء البشري عن طريق الآلات وأنظمة الحواسيب مثل: أنظمة معالجة اللغة والتعرف على الكلام والصور والنصوص والرموز".


ان تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة اليوم تعتمد على خوارزميات تحاكي بنية و وظيفة الدماغ البشري والتي يطلق عليها (الشبكات العصبية الصناعية). هذه الخوارزميات اسهمت في ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative Ai) الذي يعد قمة تطور الذكاء الاصطناعي، اتاح إمكانية إنشاء النصوص والصور والموسيقى الجديدة فضلاً عن الوسائط الأخرى، وقابل ذلك انتشار واضح للتطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل تطبيق (Chat GTP) وغيره، ويوجد عدد من التقنيات للذكاء الاصطناعي واهمها " الأتمتة أو التشغيل الذاتي، التعلم الآلي، رؤية الآلة، معالجة اللغة البشرية، علم الروبوتات، القيادة الذاتية، توليد النصوص والصور والـ Hide".


التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي ومنها كالاتي:


1- معالجة البيانات: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في استخراج وتصفية وتصنيف وتجميع وتفسير البيانات من مصادر مختلفة بشكل آلي ودقيق. كما يمكنه اكتشاف أنماط واتجاهات وارتباطات جديدة في البيانات، وإجراء توقعات وافتراضات على أساسها.

2- توليد المحتوى الأكاديمي: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إنشاء محتوى علمي مثل المقالات والتقارير والأبحاث. كما يمكنه ان يقدم اقتراحات لعناوين وأفكار ورسوم بيانية وصور توضح المحتوى. والمساعدة في تحسين لغة المحتوى من حيث التدقيق الإملائي والنحوي والأسلوبي.

3- إجراء التجارب والمحاكاة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إجراء التجارب العلمية عن طريق تصميم خطة التجربة، وضبط المتغيرات، وقياس المخرجات، وإجراء التحاليل، وإظهار النتائج. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إجراء محاكاة لظروف أو حالات مختلفة.

4- اكتشاف العقاقير والتطوير الدوائي: يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية اكتشاف العقاقير وتطويرها من خلال محاكاة تأثيرات المركبات الكيميائية على البنية الجزيئية، وتحليل البيانات الوراثية، وتوقع تفاعلات العقاقير المحتملة.

5- تحليل وتلخيص الأبحاث العلمية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل وتلخيص الأبحاث والمقالات والأوراق العلمية، وذلك من خلال رفع ملف المادة العلمية على المواقع المختصة، ومن ثم طلب بعض المهام أو طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالمادة العلمية لتقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالإجابة عنها.


يمتاز الذكاء الاصطناعي بعدة مزايا اهمها "جيد في الوظائف التي تتطلب الدقة، يوفر الجهد والوقت خاصة في التعامل مع البيانات، لا يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى النوم أو أخذ فترات راحة، تحسين رضا العملاء من خلال إضفاء الطابع الشخصي، الوصول ومخاطبة العملاء بلغتهم الأم". اهم عيوب الذكاء الاصطناعي "غالي الثمن، يتطلب خبرة فنية طويلة، قلة الأشخاص المؤهلين لإنشاء أدوات الذكاء الاصطناعي، يلغي الوظائف البشرية ومن ثم يزيد معدلات البطالة".


وختاما، قد تنظر الأجيال المستقبلية إلى زمننا وتصفه بأنه كان زمن تغيّرات هائلة. ففي بضعة عقود ليس إلا، تحوّلنا من مجتمع يعتمد على الآلات إلى مجتمعٍ يعتمد على المعلومات، وفيما واصل عصر المعلومات النضوج، وجد المجتمع نفسه مرغمًا على التمتع بأُلفةٍ جديدةٍ وحميمةٍ مع النظم الخوارزمية والقائمة على البيانات.

تعليقات

أحدث أقدم