اليوم العالمي للغة العربية :

مشاهدات


 

صباح الزهيري

 

تُعتبر اللغة العربيّة من اللغات السامية القديمة, وأرقاها وأكثرها انتشاراً, والأهم بأنّها لغة القرآن , كانت المنقوشات والمخطوطات التي وصلتنا قد كُتبتْ بهذه اللغة العريقة, والباحث فيها يجدُ بأن هذه اللغة كانت تكتبُ الحروفَ دون نقاط أو تشكيل, وقد اختلف الباحثون فيما إذا كان العرب منذ الجاهلية قد عرفوا الإعجام أو لا, والإعجام هو ما يُعرف بوضع النقاط على الحروف لتمييز بين بعضها البعض, فبعضٌ منهم قال بأنّهم قد عرفوه منذ الجاهلية وخيرُ دليل على ذلك, هو أن الصحابة في العصر الإسلامي قد أمروا بتجريد المصحف من النقط والتشكيل, أمّا الفريق الآخر منهم فيقولون بأنّ العربيّة لم تعرفْ الشكلَ والنقاطَ ودليلهم على ذلك هو المصحف العثماني في أول عهده أي في بداية العهد الإسلاميّ , ومع اتّساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول شعوبٌ وثقافاتٌ مختلفةٌ في الدين الإسلامي فقد أصبح كلّ شعب من هذه الشعوب تقرأُ القرآن بالقراءة المناسبة لها , ممّا أثارَ خوفاً بين صفوف المسلمين خَشيةً على دخول كلمات أو من تغير شيء في القرآن الكريم عن طريق لفظ أو تشكيل الحروف بما يُناسبهم , فكان هذا الأمر سبباً مقلقلاً للحجاج بن يوسف فأشار على العلماء وأهل الأمر لحلّ هذه المُعضِلة ولحفظ القرآن الكريم من اللحن والتغيير . 

 

اختلف العلماء العرب في أوّل من وضع النقاط على الحروف ومَنْ هو أول من اكتشف الإعجام, فبعضهم يقول: بأنَّ عليّ بن أبي طالب أولهم والبعض يقول: بأنَّه أبو الأسود الدؤلي, ويراه الآخرين نصر بن عاصم الليثي, وفريق منهم يعتبرُه عبد الرَّحمن بن هرمز المدني, وأياً يكن واضع هذا العلم  فقد كان هدف كلاً منهم هو حمايةُ وتحصينُ كتاب الله بصيانة لغته من الأخطاء, لذلك يمكن القول بأن أبو الأسود الدؤلي هو من اخترع الحركات التي تُرسم على الحروف من ضمةٍ وكسرةٍ وفتحةٍ, أمّا وضع النقاط على الحروف وذلك للتمييز بين الأحرف المتشابهة كالباء والتاء والياء فقد كان لنصر بن عاصم الليثي الدور الاكبر والابرز كما أجمع علماء العربيّة, وهو نصر بن عاصم بن عمرو بن خالد الليثي الكناني من قبيلة بني كنانة, كان فقيهاً فصيحاً عالماً باللغة العربيّة أفضلَ علمٍ , وهو من تلامذة أبي الأسود الدؤلي الكناني, والهدف منه كما ذكرنا سابقاً هو حماية وحفظ لغة القرآن وقد توفي نصر في العام التسعين الهجري, وقد كان لنصر الليثي تلاميذ مشهورين أخذوا عنه من العلم في النحو والأدب الكثير عُرف منهم عبد الله الحضرمي . أضحت اللغة العربية لغةً عالمية في الثلث الأخير من القرن الأول الهجري , خاصةً عندما بدأت تنتقل مع انتقال الإسلام إلى المناطق المحيطة بشبه الجزيرة العربية , إذ استخدمت اللغة العربية في تلك المناطق, وأصبحت اللغة الرسمية للدول, كما كان استخدامها دليلاً على الرقي والتقدم الحضاري والاجتماعي , ويعود سبب وضع النقاط على الحروف الذي دفع إلى شكل وتنقيط حروف اللغة العربية إلى اختلاط العرب بالأعاجم , وظهور اللحن باللغة العربية, فخشي العلماء أن يستمر هذا اللحن , ويتجاوزه إلى القرآن الكريم , فلجأوا إلى ضبط اللغة العربية من الناحية النحوية والإملائية , وذلك من خلال تشكيل أواخر الكلمات, كما قاموا بضبط حروف اللغة العربية عن طريق تشكيلها وتنقيطها, وذلك من أجل أن يذهب الالتباس والخطأ بين الأحرف المتشابهة . ثم نأتي على مرحلة الترقيم في الكتابة العربية ,وهو وضع رموز اصطلاحية معينة بين الكلمات أو الجمل أثناء الكتابة لتعيين مواقع الفصل والوقف والابتداء, وأنواع النبرات الصوتية والأغراض الكلامية, تيسيراً لعملية الإفهام من جانب الكاتب أثناء الكتابة, وعملية الفهم على القاريء أثناء القراءة , وقد بدأ العرب بإستخدامها قبل حوالي مائة عام بعد أن نقلها عن اللغات الأخرى أحمد زكي باشا بطلب من وزارة التعليم المصرية في حينه, وقد تم إضافة ما استجد من علامات وإشارات فيما بعد, وعلامات الترقيم الرئيسة في الكتابة العربية، هي :

الفاصلة, ويطلق عليها أيضا الفارزة, (,).

الفاصلة المنقوطة ( ;) .

النقطة  ( . ) .

النقطتان  ( : ) .

الشرطة   ( - ) .

الشرطتان  ( — ) .

الشرطة السفلية (_) .

علامة الاستفهام ( ؟ ) .

علامة التأثر أو التعجب ( ! ) .  

علامة الحذف ( ... ) .

علامة التنصيص ( « » ).

القوسان ( ( ) ).

القوسان المستطيلان [ ].

الأقواس المثلثة < >.

الإشارة المائلة ( / ).

الإشارة المائلة المعاكسة  ( \ ).

إشارة البريد الإلكتروني والتي تآتي فقط مع الآحرف اللاتينية مثل ( @ ).

إشارة القوة المرفوعة ( ^ ).

إشارة الضرب ( * ).

إشارة العطف ( & ).

إشارات وعلامات أخرى كثيرة تستخدم في برمجة الصفحات الشبكية ينصح مبرمجو الشبكة والحاسوب عدم استخدامها لأنها قد تؤدي ببعض المتصفحات لقراءتها بشكل خاطئ وبالتالي الخروج بنتائج غير صحيحة . ويعتبر أحمد زكي باشا رائد عملية الترقيم في اللغة العربية , كما قام باختصار عدد أحرف اللغة العربيّة في الطباعة , ووضع أسسها وقواعدها, فوقف على ما وضعه علماء الغرب في هذا الشأن, واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم, لأن هذه المادة تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة, وكان وزير المعارف المصري أحمد حشمت في ذلك الوقت قد طلب منه ذلك ,وقد تقدم بمشروع لإحياء الأدب العربي إلى مجلس الوزراء, فأقره في جلسته التي ترأسها الخديوي عباس حلمي في 21 شوال 1328هـ/24 أكتوبر 1910م واعتمد مجلس الوزراء لهذا المشروع مبلغ 9,392 جنيهًا مصريًا  وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت  تحت إشراف المجلس الأعلى لدار الكتب المصرية .

 



 

 

تعليقات

أحدث أقدم