مقامة الكريسمس :

مشاهدات

 


صباح الزهيري


عندما نجح طه باقر مؤلف الكتابين الشهيرين ( حضارة وادي الرافدين ) و ( حضارة وادي النيل ) في فك شفرة وقراءة الحروف المسمارية , علمنا ان التقويم السنوي المعتمد من العالم حاليا , والمسمى بالتقويم الميلادي , هو من أختراع العراقيين القدماء وقبل ولادة السيد المسيح بأكثر من 3 آلاف سنة , هذا التقويم الذي يحدد أيام السنة ب (365 يوما ) بحيث تتشابه الفصول على تواريخه المتشابهة رغم تغير السنين , والذي درج العالم على أستخدامه وألأعتراف بدقته تبين أن لاعلاقة بينه وبين الدين المسيحي سوى أنه درج على حسابه من السنة التي ولد فيها السيد المسيح ( ع ).

 

أما تأريخ 25 كانون الأول والذي يحتفل به بولادة السيد المسيح , فقد كشف طه باقر أنه  يوم عيد عند قدامى العراقيين منذ حوالي 5 آلاف سنة , كونه حسب أعتقادهم أكثر يوما في السنة تصب السماء فيه خيرا على ألأرض , وما ألأحتفال به ألا شكرانية لما ينزل عليهم من مطر وثلج وبالتالي ماء لينبت زروعهم , أما ولادة سيدنا المسيح ( ع ) فليس هناك تأريخ مؤكد له , فقد وجدنا أن الكاثوليك يحتفلون بعيد ميلاد المسيح في 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام , في حين تحتفل معظم الكنائس الأرثوذكسية بالمناسبة ذاتها في 7 يناير/ كانون الثاني, وتحتفل الكنائس الأرمنية به في 6 يناير , ولم يذكر اي من الأناجيل أو المراجع التاريخية تأريخ ميلاد المسيح لكن معظم علماء الكتاب المقدس يفترضون أن سنة الميلاد بين 6 و 4 قبل الميلاد بدون دليل تاريخي ولكن تقدير. وقد قرأت رأي علماء ألأسلام بأنه لا شك بأن موعد ميلاد المسيح لم يكن في شهر  كانون أول  , وخصوصاً أن موسم الرطَب هو في أشهر الصيف حسب قوله تعالى : ( وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً ) , فما هو التأريخ التقريبي لميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام ؟  يقول العلماء المسلمون أنها من الغيب الذي لا يمكن لأحدٍ الجزم به , إلا أن يكون ممن يوحي لهم الله تعالى بوحيٍ من عنده , لأنه لا سبيل لمعرفة ذلك إلا  به , لإنقطاع الأسانيد بيننا  وبين ذلك الزمان , ولإختلاف النقلة في تحديد وقت ميلاده عليه السلام , ولأن معرفة ذلك الوقت علم لا ينفع , والجهل به غير ضارٍّ , ولو كان في معرفة ذلك فائدة لجاءتنا النصوص به . 

 

ورد فى كتاب قصة الحضارة للكاتب وول ديورانت فى الكتاب الخامس الفصل السادس والعشرون (( أنه حدد كل من إنجيلى متى ولوقا المسيح فى الأيام التى كان فيها هيرودس ملكا على بلاد اليهود, أى قبل عام 3 ق.م , بينما حدده يوحنا بين عامى 1 -  3ق.م , وقد ذكر ترلتيان أن سترنينس حاكم سوريا أجرى إحصاء عام 8 7 ق.م , فإذا كان هذا الإحصاء هو الذى أشار إليه إنجيل لوقا فإن ميلاد السيد المسيح يجب أن يؤرخ قبل عام 6 ق.م. , هذا بالنسبة لتأريخ العام الذى ولد فيه المسيح ,  أما اليوم الذى ولد فيه بالتحديد فلم يأت على ذكره أى من الأناجيل الأربعة , وكانت هناك آراء مختلفة قال بها بعض المؤرخين منها أنه ولد فى اليوم التاسع عشر من أبريل , وبعضهم قال بالعاشر من مايو , بينما رأى كلمنت السكندرى أنه ولد فى السابع عشر من نوفمبر من العام الثالث قبل الميلاد)) , أما القول الراجح في تقدير المؤرخين الدينيين وغير الدينيين , فهو أنَّ ميلاد السيد المسيح مُتقدم على السنة الأولى ببضع سنوات, وأنَّه على أصح التقديرات لم يُولد في السنة الأولى للميلاد . وهكذا فما دامت الكتابة المسمارية قد أثبتت انه يوم 25 كانون اول عيد عراقي فكل عام  وأنتم بخير وكريسمس سعيد لأخواننا المسيحيين .

 

 


 

تعليقات

أحدث أقدم