د. محمد الموسوي
كاتب عراقي
ليست أبنائكم ولا أبنائي ملكاً لكم أو لي أو لحكومة ما وإنما هم ملكية المجتمع والإنسانية أي أنهم ملكية عامة مطلقة.. فالراحلون إلى مثواهم الأخير لا يأخذون أبنائهم معهم بل يتركونهم يواصلون المسيرة في المجتمع مع باقي أفراده متفاعلين ومتعاونين.. وبمعنى آخر فإن أفضل وأوسع انتماء يرتبط به الإنسان هو إنتماء الإنسانية.. الإنسانية التي لا تقف عند مجتمع أو عرق أو دين أو منطقة وإنما تتخطى كل هذه الحواجز العنصرية، وبتخلي الفرد عن إنسانيته يصبح كائناً فاقد الأهلية ومريضاً ضائعا يصعب علاجه كما هو في المجتمعات الفئوية العنصرية، وتلك المقدمة لنبين أن الدفاع عن الإنسانية هي السبيل لإعلاء مكانة الإنسان الذي كان ولا زال وسيبقى أغلى قيمة في الوجود .
بدايةُ الإنسان طفل أعظم وأهم ما في الوجود تخضع له الأنفس والأرواح مسلمة له فريضة وإيثاراً أما في ثقافة أفعى ولاية الفقيه فإن هذا الطفل وهذا الإنسان مجرد وسيلة إن لم تك في خدمتهم فالأولى موتها وفنائها..! لذا من السهل على أفاعي السوء في إيران إثارة الحروب والفتن وصناعة الأزمات وفقاً لثقافة الإبادة الجماعية التي تعتمدها تلك الأفاعي بدءا من الأفعى المؤسسة لمحرقة ولاية الفقيه إلى الأفعى المُستخلَفةِ عليها... لا يعنيهم الطفل ولا أمه ولا أبيه الإنسان ويعنيهم فقط هل سيصبح أداة لهم أم لا والدليل على ذلك ما يتعرض له أطفال إيران وأمهاتهم.. أمهات يعملن بالشقاء في أعمال قاسية من اختصاص الرجال وأطفال تعمل في الشوارع، وأمهات مُعيلات قد يُجبرن على نقل أشياء لا يعلمن بها كالمخدرات أو ممنوعات أخرى على سبيل المثال وتحت ضغوط المعيشة وانعدام الخيارات يحكم عليهن نظام أفاعي الموت الحاكم في طهران بالإعدام دون أدنى مراعاةٍ للشرع ولا للإنسانية ولا لأطفال ستبقى من بعد موت الأم بلا مُعيل ...
إرسال تعليق