لدى إيران حسابات قديمة جديدة وقد حان وقت جردها..
الصمت الإيراني إزاء عشرات الاستهدافات التي طالت فصائلها ومواقع نفوذها يدلل على أن إيران تدرك أنها جزء من استراتيجية واشنطن في الرد المضبوط لتبرير ثقل الحضور العسكري الأميركي في المنطقة . وفي المقابل الهجمات الإيرانية على القواعد الأميركية التي تحصى بالعشرات كذلك والتي للمصادفة لم توقع قتيلا من المجندين الأميركيين، جزء من شعارات وإشعارات المقاومة وغيرها.. إن ما يحصل اليوم من استعراض عضلات يصب مباشرةً في خانة إيجاد تمسك إيران بورقة قوة للمساومة من خلالها إما باعتراف دولي بحجم النفوذ الإيراني الإقليمي والدور العابر للحدود أو ربما في مرحلة لاحقة تشريع المشروع النووي الذي لم نعد نسمع عنه الكثير مؤخراً في ما يبدو أن واشنطن لا تبدي قلقاً حياله إلا عندما تقتضي المصلحة . يصدق أن دفة المصلحتين اليوم في الاتجاه ذاته.. إلا إذا كانت إيران وأميركا في السفينة ذاتها.. حسابات واشنطن وتوقيت أحداث غزة تلاقت مع مشروع بايدن بقطع الطريق أمام مشروع الصين العالمي. بايدن يسعى لتطويق مشروع الصين من محورين في الشرق الأوسط: الأول في الشمال من خلال ميناء حيفا وطريق التجارة الهندي الذي اطلقه والثاني في الجنوب عبر باب المندب .
بايدن يدرك أن نجاح المشروع الاقتصادي الصيني يتطلب على الأقل إنشاء عشر قواعد عسكرية بحرية لحماية المصالح الصينية الاقتصادية .. خطأ الصين أنها نجحت في التمدد اقتصاديا دون موازاة ذلك عسكرياً وباب المندب هو قلب مشروع الحزام والطريق... حرب المضايق والممرات في لعبة النفوذ والمصالح الدولية تنذر بخطورة اندلاع صراع خطير وطويل خاصة أن روسيا التي تحاول منذ فترة إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان حذرت من مخطط أميركي للانتشار والبقاء في البحر الأحمر وقد يكون جزءاً من استراتيجية واشنطن في التصدي للتوسع الصيني الروسي. نحن أمام بداية صراع طويل قد يتفجر شمالا في البحر الشمالي حيث تمكنت اميركا بعد حرب أوكرانيا من ضم سبع دول من أصل ثمانية مطلة على هذا الخط الملاحي الاستراتيجي جميعها الى حلف الناتو... فمن يسيطر على خطوط الملاحة الدولية يسيطر على العالم.. ابحثوا عن المصالح ... تجدون الأجوبة.. وربما الجواب عن السؤال البسيط في بداية المقال..
إرسال تعليق