كلمة افتتاحية
كشفت فضيحة الانتخابات الصورية لمجلس خبراء نظام الملالي المقرر إجراؤها في الأول من مارس مرة أخرى عن أزمة خلافة خامنئي . مجلس خبراء نظام الملالي مكلف بانتخاب خليفة خامنئی بعد وفاته، وجميع أعضائه من عملاء النظام المنتقين بعناية، لكن الوضع الهش للنظام وصل إلى مرحلة اضطر فيها خامنئي حتى لإجراء إقصاءات بين أعضائه المختارين ليتمكن من حل مسألة خلافته . أزمة الخلافة هي واحدة من العديد من الأزمات التي يسعى خامنئي للتغطية عليها من خلال إشعال الحروب في المنطقة وتأجيجها . ترشح حسن روحاني، الذي كان رئيسًا للجمهورية في نظام الملالي لمدة 8 سنوات، لمجلس خبراء واستبعاده من الترشح بواسطة مجلس صيانة الدستور التابع لخامنئي يشير إلى تصاعد التناقضات في قمة النظام بشأن مسألة خلافة خامنئي .
كتبت الصحيفة الناطقة باسم الحرس الشهر الماضي : “روحاني مرشح لانتخابات خبراء القيادة ولديه هذا التصور بأنه في المجلس المقبل من المحتمل جدًا أن يضطر خبراء إلى اتخاذ ذلك القرار الصعب والمهم . لم يخف هذا التصور وأعلن عنه . بالطبع لم يذكر كيف توقع مثل هذا الأمر، لكنه لم يتوقع أنه قد لا يكون جزءًا من تلك اللحظة الصعبة والمهمة !” (صحيفة جوان - 7 يناير). مع مرور الوقت ، بعض النقاط التي بدت غامضة في هذا المقال في ذلك اليوم أصبحت اليوم أوضح أو أكثر وضوحًا . من بين الأمور التي أصبحت واضحة :
أولًا- أن “ذلك القرار الصعب والمهم” الذي يجب على مجلس خبراء الرجعية اتخاذ قرار بشأنه هو مسألة خلافة خامنئي .
ثانيًا- السبب الرئيسي لاستبعاد روحاني كان أنه “لا يكون جزءًا من تلك اللحظة الصعبة والمهمة !”.
صحيفة “همیهن” الحكومية (7 بهمن) تحت عنوان “تنقية مجلس الخبراء” أشارت إلى دور حاسم لعبه رفسنجاني في تنصيب خامنئي خليفة لخميني في1989 وكذلك دوره في فرض روحاني على خامنئي وكتبت :
“أغلقوا الطريق أمام روحاني الذي سلكه هاشمي رفسنجاني في 1989”. وأضافت المقالة :
“يعتقد العديد من المراقبين أن السبب الرئيسي لاستبعاد روحاني هو هذا القلق من الدور المحتمل الذي قد يلعبه في التطورات المستقبلية وتأثيره على عملية ومعادلات الخلافة . احتمال قد يكون ضئيلًا وبعيدًا عن الذهن، لكنه يحمل أهمية كبيرة بحيث يجبر مصممي مشروع المستقبل السياسي في إيران على عدم تجاهله وقبل أن تمتلئ القناة، يغلقونها بالمجرفة . بعبارة أوضح ، إغلاق طريق روحاني في دخوله مجلس الخبراء لا يعني سوى فتح الطريق للآخرين في التطورات المستقبلية لإيران”. في ديسمبر 2015 عندما قال الملا أحمد خاتمي “ما هذا الحيوان الذي تحدث عن واجب مجلس الخبراء بشأن تحديد القائد”، أعلن عن تشكيل لجنة مكونة من “مجموعة من النخب والخبراء” وأشار في الوقت نفسه إلى أن مهمتهم ليست تعيين القائد، بل “تحديد الأشخاص الصالحين للقيادة … قامت تلك اللجنة بالمهمة بكل سرية وإذا أراد القائد، فإن هذه الأسماء تُقدم له فقط”.
هذه السرية التي تتطلب حتى عدم علم 85 من 88 عضوًا في مجلس خبراء الرجعية بها، تشير إلى عمق أزمة الخلافة في نظام ولاية الفقيه الذي يظهر أيضًا في فضيحة التنقية في سراب الانتخابات في الأول من مارس . الانكماش المتزايد في الحكم هو طريقة جميع الدكتاتوريين في مرحلتهم الأخيرة ، أمر يؤدي حتمًا إلى سقوطهم . خامنئی أيضًا على هذا المسار، لكن الفارق مع الدكتاتوريين الآخرين هو أن ثمن هذه العمليات الجراحية الحتمية يدفعه شعب إيران والأطفال والنساء والمسنون في غزة واليمن والعراق ولبنان وسوريا . حرب غزة حتى الآن أودت بحياة أكثر من 26000 ضحية ، أكثر من 70٪ منهم من الأطفال والنساء . هنا تبرز مرة أخرى ضرورة إسقاط نظام الملالي على يد الشعب والمقاومة الإيرانية لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة .
إرسال تعليق