صباح الزهيري
سلاما لمهدهدات الروح , لنجدات عثرات الطريق , وموقدات خوابي شعلات ألأمل ,وبسمات القلوب , بركة الوجدان , وذكريات زمن الشباب الجميل , وموقظات رجولة المواقف , وباعثات نقاء المباديء , وبريق جمال المشاعر , اللائي يشعرنك وأنت في آخر المشوار أنهن كن جائزة العمر المديد , اللائي يذكرن المحاسن وينسين العيوب, لمن يعرفن ان ادوارهن تؤسس الحياة , ألأمهات المدارس , من كان حِجرهن آمَن من فراش الورد, وبدونهن لانشعر بالسعادة .
سلاما لشقيقات الروح ,للصالحات ,لأحلى هدية خصّ الله بها الرجل, لمتاع الدنيا ونجاة ألآخرة وصديقات العمر, لمن يشعرنك بنظراتهن بخير الدنيا الوفير , اللائي يكن حبا وأمانا وحياة , تزين بالعفة , وتجملن بالأخلاق , لأحلى متاع , طيبات القلوب , صاحبات فطرة الله السليمة , أعجوبة الكون , منابع السعادة , والأُنس , والسرور , تيجان الرؤوس , فاعلات المستحيل , المتغاضيات المسامحات , اللواتي نشعر بهن رغم بعاد الأماكن , أُنْسُ الحياة وبهَجة العُمْر, وآيات الجمال . يقول رجل الأعمال الأمريكي جاري ميلر: (( يصعب العثور على من يقول: لقد كنتُ خائفاً لدرجة أنَّي أسرعتُ إلى زوجتي, محمد فعل ذلك, يوم جاءه جبريل, لا بد أنها امرأة عظيمة)) . قال النبي (ص) : (( ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة, إذا نظر إليها سرته, وإذا أمرها أطاعته, وإذا غاب عنها حفظته)), الزواج هو النظرة الرحيمة, واليد الحانية, والكلمة الطيبة, وفي سورة الروم آية 21: (( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة)), هُناكَ عُظماء صنَعتْهُم امرأة, وهُناكَ تُعساء أفرحتْهُم امرأة .
وهُنَاكَ من تَغيرتٌ حياتُهم بوجود امرأة, تلك التي قال عنها ابن عربي : ان الحنين اليها كحنين الشيء لنفسه , اللائي أوصانا مولانا جلال الدين الرومي : بأن لهن حضور خفّي, لا يراه ويهتدي به إلا الرجال المتفتحون العارفون, التي اخبرتنا عائشة عن عظمة نبي ألأسلام , وكيفَ كانتٌ إنسانيّته, وحبَّهُ لأهلهِ , من لطيف معاملته لها , وحتى أنه كان يشرب من موضع شربها رغم المرض , انها الأفق الذي تشرق منه شمس السعادة على هذا الكون فتنير ظلمته, و نعمة الخالق إلى المخلوق, والهواء المتردد الذي يهب الإنسان حياته وقوّته, والمعراج الذي تعرج عليه النفوس من الملأ الأدنى إلى الملأ الأعلى . وفي اعتراف نهاية دروب العمر نقول : الزوجة كما الوردة, مظهَرُها يُسعِدُ العين ويُثيرُ السَكيِنَة علَى القلب, ورائِحتُها فواحة عبِقة, تُعطي عطرها لمنٌ أحسَنَ الاهتمامَ بِهَا, وزرَعَهَا بِتُربة العشق, وتجنب التفريط بها , وما دون ذلكَ يهون , والعاشِقُونَ أولىَ بالمعروف . يقول نزار قباني عن الزوجة :
((ودود ولـــــود حــــــرة عــــــربية *** مخــــدره مـــــع حسنها تكرم البعلا
وبـــاذلة نظيفـــــة ولطيفـــــة مـن *** أظـــــرف إنســـــان وأحسنهم شكلا
شكور صبور حلـــوة وفصيحــــة *** ومتقنـــــة تتقــــن القــــــول والفعلا))
ويقول بلزاك أنها مخلوق بين الملائكة والبشر, ويرى بيكاسو في نظره لها خليط من الأشكال والألوان , أحلى هدية خصّ الله بها الرجل, زهرة الربيع , فتنة الدنيا , روح الحياة كاهنة القضاء والقدر, وأبهج شيء في الحياة, حسب قول كونفوشيوس, وتاج الخليقة ,التي وصفها نابليون بشعر الخالق ,مربية الرجال ,ومعلمة الفضائل الجميلة , وأدب السلوك , ورقة الشعور, مكونة المجتمع .
إرسال تعليق