عبد الكريم الوزان
" اللهم اجعل عمري على قدر صحتي ، فنرحل خفافا لا يشقى بنا حبيب ولا يشفق علينا قريب", مع ان الدعاء يكون أفضل لو قلنا : اللهم متعنا بأسماعنا وابصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا .
ان الدعاء الأول بجعل العمر على قدر الصحة والعافية هو ادراك مبكر للبشر بأهمية السلامة من كل شيء مكروه فلماذا تأخذ البعض العزة بالاثم ؟!. والنفس ألهمها الله الفجور والتقوى وبين الشر والخير والغضب والرضا عن كل منهما، فلمَ الانحدار للهاوية وارتكاب المعاصي ؟ وجل وعلا يقول "ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة "*. اذن ما أجمل أن يجنح البشر للسلام ليعيشوا بمودة وتآخي وهم في أوج صحتهم وقوتهم، قبل أن تخذلهم قوادم الأيام ولات ساعة مندم .
إن الحكمة والبصيرة والقناعة من نعم الله علينا ، ونحن نشق طريقنا في معترك الحياة . وقد تفوت البعض فرص كثيرة لايغتنمها مع أن الوقت كاف لديه وبمقدوره الاستفادة منها . بلاشك الموضوع لايتعلق بالفرد وحده بل بسياسات الدولة وبخاصة الأمنية والاقتصادية والاعلامية والتعليمية وطبيعة برامجها الاجتماعية واستقرارها وحرصها على تحقيق الحياة الحرة الكريمة . فلتطب نفوسنا طالما كنا نافعين قانعين مسالمين داعين الله القبول والرضا دون ان نجلدها !!.
فإِن تسألني كيف أنتَ فإِنني ... صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة ..... فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ
اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ ............وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ
وللميمنِ * في حالاتِنا نظرٌ ...................وفوقَ تقديرِنا للهِ تقديرُ*
*سورة النحل 97
*مايأتي باليمن والبركة
*سيد البلغاء الامام علي كرم الله وجهه
إرسال تعليق