صباح الزهيري
(بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) (العلق/1-5 نزلت هذه الآية في السابع والعشرين من شهر رجب حيث يحتفل المسلمون بعيد ( المبعث النبويّ ) بوصفه بدء حياة الخير والسعادة للإنسان على وجه الأرض . خاطب عبد المطلب أبنه قائلا : يا أبا طالب انظر ان تكون حافظا لهذا الوحيد الذي لم يشم رائحة ابيه ولم يذق شفقة أمه . كان أبو طالب يطوف بالبيت , ومعه حفيده وهو في عمر الرابعة عشر , فرأه أكثم بن صيفي , وهو حكيم من حكماء العرب , فقال لأبي طالب , ما أسرع ما شب أخوك يا أبا طالب , فقال أنه ليس أخي , بل إبن أخي عبد الله , فقال أكثم , إبن الذبيح ؟ فقال أبو طالب نعم ,فأخذ أكثم يتأمله , ثم قال ,ما تقولون فى فتاكم هذا يا أبا طالب ؟ فقال : إنا لنحسن الظن به , وإنه لحىٌ جزي , سخىٌ وفى , قال : أفغير ذلك يا إبن عبد المطلب ؟ قال : إنه ذو شدةٍ ولين , ومجلس ٍ ركين , ومفضلٍ مبين , قال : أفغير ذلك يا إبن عبد المطلب ؟ قال : إنا لنتيمن ُ بمشهدهِ , ونلتمس ُ البركة فيما لمس بيدهِ , قال: أفغير ذلك يا إبن عبد المطلب ؟
قال : إن فتىً مثلهُ حرىٌ به أن يسود , ويتحرف بالجود ,فقال أكثم : أما أنا فأقول غير ذلك , فقال أبو طالب , قل يا حكيم العرب , فإنك نفاثُ غيب , وجلاءُ ريب , قال أكثم : ما خلق لهذا إبن أخيك , إلا أن يضرب العرب قامطة , بيدٍ خابطة , ورجل ٍ لابطه , ثم ينعق بهم إلى مرتعٍ مريع , وورد تشريع , فمن إخرورط إليه هداه , ومن إخرورق عنه ارداه , وما إن عاد أكثم بن صيفى إلى أبنائه , حتى قص عليهم ما رأى فى مكة , ولقائه برسول الله وهو في الرابعة عشر من عمره , وقال والله إنه لنبي , فإن خرج وأنا فيكم , فإنى ناصره , وإن خرج بعد وفاتي , فعليكم اتباعه والمثول لأمره , وما إن بعث النبى حتى خرج إليه أكثم مع اولاده , وقد كان فى ذلك الحين طاعناً فى السن , فوافته المنية وهم فى الطريق, فقال لهم دعوني وانصرفوا , فالحقوا برسول الله , فقال أحدهم نظل معك حتى ندفنك ونسير اليه , قال لا , ابلغوا رسول الله مني السلام , ودعوا جسدي للطير أو للدود فإنهما يستويان , فلما وصلوا إلى رسول الله , بادرهم صل الله عليه وسلم , وقال الآن دفن أبوكم , ثم نزلت فيه آيه (( وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )) . كان ورقة بن نوفل أحد الأربعة الذين اجتمعوا في يوم احتفال قريش بصنم من أصنامهم وتحدثوا فيما بينهم , واجتمعت كلمتهم على أن قريشاً انحرفت عن دين إبراهيم عليه السلام, وأنه لا معنى لعبادة الأصنام, وانطلقوا يبحثون عن دين إبراهيم الصحيح, وهؤلاء هم: ورقه بن نوفل, وعبيد الله بن جحش , وعثمان بن الحويرث , وزيد بن عمرو بن نفيل .
قال ابن إسحاق : وقد كانت خديجة بنت خويلد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي - وكان ابن عمها وكان نصرانيا قد تتبع الكتب, وعلم من علم الناس ما ذكر لها غلامها من قول الراهب, وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه - فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة, إن محمدا لنبي هذه الأمة , قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه . يعتقد المسلمون أن أنبياء ورسل الإسلام بشروا ببعثة الرسول محمد, وأخبروا أقوامهم عنه, وأن نصوص بشاراتهم موجودة في كتب التوراة والإنجيل وبحسب ما رواه المؤرخون المسلمون, فقد كان لهذه البشارات دورا رئيسا في اعتناق أهل المدينة المنورة للإسلام وكانت هذه البشارات السبب الرئيس في اعتناق عدد كبير من غير المسلمين للإسلام على مر التاريخ ابتداء من عصر النبوة وحتى العصر الحالي, وقد ورد في القرآن الكريم في سورة الشعراء ﴿أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ١٩٧﴾الشعراء, كما نقرأ في سورة الصافات ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ٣٧﴾ , وفي كتاب العهد القديم باللغة العبرية أسفار العهد القديم سفر نشيد الأنشاد لسيدنا سليمان عليه السّلام , الإصحاح 5 البيت عدد 16 : (فتى كالأرز, حلقه حلاوة محمد يم (وكلّه مشتهيات), هذا حبييبي, وهذا خليلي, يا بنات أورشليم, (الاسم العلم محمد يم مكتوب بالخط الغليظ ) محمّد يم . عن النعمان بن بشير قال: كنا قعودا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان بشير رجلا يكف حديثه, فجاء أبو ثعلبة الخشني, فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته, فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون, ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون خلافة على منهاج النبوة, فتكون ما شاء الله أن تكون, ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها, ثم تكون ملكا عاضا, فيكون ما شاء الله أن يكون, ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون ملكا جبرية, فتكون ما شاء الله أن تكون, ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها, ثم تكون خلافة على منهاج نبوة " ثم سكت.
إرسال تعليق