د.سعد الدوري
الطيار الشاب (رون بوشنل) - عفاهُ الله - الذّي أحرقّ نفسه أمام (سفارة إسرائيل النازيّة) في واشنطن .. وقال صارِخاً -((لن يكون مُتواطئاً بَعدَّ الآن في الإبادة الجَماعية)) ..
وإن جاء تعبير هذا (الشاب) عَن إحتجاجِّه - في "صُورة مؤلِمة" لِلمشاعر الإنسانية وَالضَمير الإنساني ضِدّ "النازية الصهيونية" .. وَفي شكل رَفضٍ صارِخ "لِحرب الإباد" الذّي يقترِفَهُ "الكيان الإسرائيلي" بِحقِ (أهل غزة) .. ألا أنّهُ (حَدث) سوف لَن يَمُّر كمشهد عابِر وَسهِل النسيان في حياة الأمريكان .. ولا يُمكن أن يكُون - آثارهُ - كَبقية مَشاهد (الإحتجاجات الشعبية) التي تنقلها "محطات التلفزة" في الشوارع الاميريكية .. بل سيُشكِل هٰذا الحَدث (نُقطة تحول) جادّة في مجرىٰ (الحياة السياسية الأميريكية) ومَفاصِلها .. وَ سَيُنشئ تبلوراً سلبياً مُضاداً "للنازية الصهيونية" علىٰ المدىٰ القريب في الداخل الأميريكي .. وكذٰلك في موقف وسُلوك ونفوس عُموم "المُجتمع الأمريكي" المُضلّل .!! وسَترون أيها الإخوة والأخوات - كيف (مشهد تَضحِية) هٰذا (الشاب الطيار) - سيُترك قريبا وَ - أولاً - علىٰ مستوىٰ العديد من المسؤولين والقيادين والمُتنقذِين في السياسة الأميركية .. وَ"أعلام ومشاهير" لَهُم تأثير علىٰ العَقليّة الأمريكية .!
يُقال الشيء بِالشيء يُذكَر - وَأمام هٰكذا حَدث - لابُدَّ مِن الذِكر - لَم نَشهد موقفاً (لِطيار عَربي) - يُوازي مَوقِف وغِيرّة هٰذا (الشاب الطيار الأميريكي - عفاهُ الله) .. لِيُبادِر بِعمليّة ضِد هٰذا (الكيان النازِي المُجرم) .. وَيكسِّر حَاجز الخَوف والجُبن المُخيِّم علىٰ العَرب .. ويُعبّر عن تَحدِّيه "للحرب النازية" القَذِرَّة" - التي دَخلت شَهرها الخامس المأساوي .. وَيا للأسف - لَم تَظهَّر في وَجه (قرود حكام العرب) - وَلو ملامح ((حِرقة في قلوبِهِّم)) علىٰ (أهل غزة) - المجاهدين الأبطال - (شُموع الأمة) في زمن ظلامها الدامس ..!! بل والأنكىٰ أنَّ عينّة من هؤلاء الحكام - شاركوا (النازية الصهيونية) - شِبراً شِبراً - في إيقاد نيران (حرب التَجويع) في بُطون (أهل غزة) ..!؟ ثُمَّ - هل حقاً عِندَّ المُقارنة بين صُور الإحتجاجات في (بلاد الروم) وَكَمها ونوعها وزَخمِها ، وبَين صور الإحتجاجات البائسة في بَعض - (وليس الكُل) - مِن (بلدان العرب والمُسلمة) ..لايكُون مِن الحَق الإقرار - والقول - يالهُ مِن (حظ بائس) - أن يكون لنا - نصيباً - مِن (زمن) - جاء ذِكرهُ (كَوعيد) في قول سبحانهُ تعالى - ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾..
إنتبه يا عزيزي القارئ - يَستَبدِّل (فعل مضارع) - قائِم ..!!
إرسال تعليق