عماد علي العقابي
تعرّف الدبلوماسية بشكل عام على "انها مجموعة من القواعد والاعراف والاتفاقيات الدولية التي تهتم بتنظيم العلاقات القائمة بين الدول والمنظمات الدولية، والأصول الواجب اتباعها في تطبيق احام القانون الدولي، والتوفيق بين مصالح الدول المتباينة وفن اجراء المفاوضات في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية وعقد المعاهدات والاتفاقيات".
وتعرف الدبلوماسية الأمنية هي“تحقيق أهداف السياسة الخارجية من خلال التوظيف السلمي للموارد والقدرات الأمنية "، ويشهد الواقع الدولي على العديد من المشاهد لاستخدام هذا النوع من الدبلوماسية".
وتتنوع الدبلوماسية، ومنها دبلوماسية " اقتصادية والطاقة وثقافية وامنية ودفاعية"
ونلجأ لممارسة الدبلوماسية الأمنية، لأسباب؛ منها اضطراب اتخاذ القرار من قبل بعض الحكومات واخرها الحكومة الامريكية فيما يخص القضية الفلسطينية وعدم قدرته على اتخاذ موقف واضح وعادل من الحق الفلسطيني؛ ولعل شكل ومضمون اللقاء الأمريكي مع ناتنياهو يدلل على ذلك بوضوح، وأن الرئيس الأمريكي يطلب مزيدا من الوقت للسعي إلى عمل حقيقي يمكنه القيام به في هذا الشأن.
أضاف إلى ذلك أنه من الجيد أن نخرج من السياسات الجامدة في علاقاتنا الدولية وأن نستخدم أكثر من نوع من أنواع الدبلوماسية بعد أن نعرفها ونجيدها؛ فلاسنا في مجال أن نفرض شكلاً واحداً من الدبلوماسية في مجمل علاقاتنا الدولية بل الحفاظ على منجزاتنا الوطنية والدبلوماسية.
ان النظرة إلى مستقبل الدبلوماسية الامنية وتوقعاتها للأحداث العالمية المهمة، ومع التوسع الهائل للإنترنت والتقنيات الحديثة، تنطلق الدبلوماسية الامنية في مسارها المستقبلي بخطوات ثابتة وفق تحولات عالمية وتغييرات مفاجئة في الساحة الدولية. قد يشهد الدبلوماسيون تغييرات جذرية في طريقة أدائهم للمهام والتواصل مع الدول الأخرى، كما قد تشهد الساحة العالمية عدة تحديات أمنية وإنسانية تتطلب اندماج الدبلوماسية بشكل أوثق في أجندات مختلف الدول حول العالم.
من أمثلة التغييرات التي قد تشهدها الدبلوماسية في المستقبل، قد تؤثر التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي على طريقة التفاعل والتواصل بين الدول والشعوب. كما يمكن أن يؤثر العبء المالي المتزايد على الميزانيات الدبلوماسية في اتجاه خفض دور الدبلوماسية في بعض الجوانب الأساسية.
في موازاة ذلك، قد يشهد العالم في المستقبل زيادة في حدة المنافسة بين الدول وخاصة الدول الصاعدة، وهذا يتطلب الحفاظ على مصالح الدول والتخطيط الجيد للتواصل الدبلوماسي المستمر. وفي النهاية، سيبقى الدبلوماسيون يعملون بكل ما لديهم للحفاظ على السلام والامن، وتعزيز العدالة والتطور الإنساني في العالم، وخاصةً في ظل التحديات المعقدة التي يشهدها المجتمع الدولي.
وأخيرا.. في ظل ضغوطات الحياة، وتعقيداتها وتداخل المصالح الحياتية نحتاج سياسة مرنة أسلم طريق للنجاح مجتمعياً وأسرياً وذاتياً، وقد قالوا في الأمثال: لا تكن قاسيا فتكسر ولا لينا فتعصر!
إرسال تعليق