د .محمد الموسوي
كاتب عراقي
نظام الملالي ودورهم التدميري للقضية الفلسطينية وإبادة غزة ؛ رأس الأفعى في إيران ؟
يدعو قيصر الملالي الكاهن علي خامنئي اليوم إلى عدم وقف إطلاق النار في غزة وليس ذلك أول توافق في الرأي والتوجه بين نظام الملالي من جانب والصهاينة وداعميهم على الجانب الأخر من المخطط ؛ ولم يكتفي بإثارة الحروب والمطالبة بعدم وقف إطلاق النار فحسب بل وانتقد كل الداعين إلى وقف إطلاق النار وانقاذ غزة وأهلها من الجحيم المُلقى على رؤوسهم ، ومع رغبة هذا القيصر الكاهن وجنوده في توسيع رقعة الصراع والحرب بذريعة أو بأخرى إلا أنه بعد توريط أدواتهم وجرها إلى حلبة الصراع وكالعادة يقوم بخذلانهم وتركهم في مهب الريح تفاديا للمصير المحتوم الذي يرتقبه من انتفاضة الشعب الإيراني المتواصلة ومقاومته ، ومقابل الهروب من هذا المصير لا مانع لدى أفاعي السوء الحاكمة في إيران من خراب المنطقة والجلوس على تلها خاصة وأن كاهن هذا النظام يسعى إلى تقاسم الهيمنة على دول ومقدرات المنطقة مع الصهاينة بتوجيه من الغرب ، وقد خطى على هذا الطريق خطوات مهمة احتل من خلالها أربعة دول عربية وزرع خلاياه في دول الخليج وهيمن على الخليج والبحر الأحمر ويستهدف دول أخرى من خلال ضرب أمنها ونشر السلاح والمخدرات فيها تمهيدا لهدمها والهيمنة عليها، وهذه ليست بكبرى مشاكلنا وأكبرها هو ذاك القطيع الذي لا يزال يسير أمام وخلف هذا الكاهن طواعية كجنود ومرتزقة وموالين على الرغم من سقوط الأقنعة وتكشف الحقائق .
للوصول إلى الحقائق لابد من إثارة التساؤلات حول وجودنا وقضايانا المصيرية وحلفائنا وخصومنا وأعدائنا بدلاً من الإستسلام للخطابات التخديرية المخادعة، وعلى هذا المسار نتساؤل هل يصدق من يدفن رأسه في التراب وقت الأزمات والكوارث التي أثارها وبعد التعهدات التي تعهد بها ؟ ماذا يمكن تسمية هذا النوع من الأشخاص والكيانات والأنظمة ؟ هل يؤتمن هذا النوع على عهد أو وطنٍ أو أمة ؟ هل يمكن لهؤلاء أن يؤمنوا بقضية مقدسة نبيلة أو أن يحرروا فلسطين ؟ ماذا لو جربناهم واختبرناهم على مدار 45 سنة ؟ وقد كان أكبر اختبار منذ عشرين عاما مضت وإلى اليوم ، وأكبر المصائب اليوم أن هذا الذي يدفن رأسه ويرفع ستره عاريا في الهواء دون أدنى اكتراث بالشرف أو قيمٍ تضبطه يغامر اليوم بفلسطين ويساهم في محو غزة من الوجود بعد أن ابتلع العراق وسوريا وهيمن على اليمن ولبنان وبات من السهل هدم القضية الفلسطينية بعد أن هدم منظمة التحرير فتصبح غزة أطلالاً وتصبح فلسطين مجرد ذكرى وبقايا شعب يتم ترويضه على المدى البعيد بعد إعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة من جديد وتوزيع مناطق النفوذ والهيمنة بين شرطيين يقوما بدورهما بحماية مصالح الرأسمالية العالمية ، وهذا هو واقع حال نظام ولاية الفقيه وما قدمه من خدمات للغرب والصهاينة من خلال نهجه التدميري الذي مارسه في المنطقة وتوفيره الأرضية والدوافع لنوعٍ جديد من الإستعمار بالشرق الأوسط وإعادة رسم موازين القوى وقطع الطريق على الصينيين والروس الذين أوشكوا على هدم الإمبراطورية الغربية بقيادة الولايات المتحدة ، ولا يغرنكم ما بين ملالي السوء والصينيين والروس من علاقات باتت عميقة اليوم ومتنوعة .
الجزء الآخر من المصيبة التي نعيشها هو صمتنا تجاه تساقط دولنا وشعوبنا واحدة تلو الأخر، وواحداً تلو الآخر ولم نُبدي أدنى اكتراث بذلك حتى بتنا على وشك الهرولة إلى الهاوية.. خياراتنا باتت واضحة فلا نهملها ونخسر بقايانا.
للحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
إرسال تعليق