صباح الزهيري
قال الشاعر :
(( أعلمتَ أشرفَ أو أجَلّ من الذّي .. يبني وينشئُ أنفساً وعقولاً)) .
وقوفا لنسمة الربيع التي تهبّ على العقول فتحييها علمًا ومعرفةً, وتفتح نوافذ العلم فيها ليدخل منها الخير والطموح والأمل المنشود للمستقبل .
سلاما لأهل الذات والوجدان , الذين ولدوا مندهشين , ثم عاشوا ورحلوا مدهشين , أصحاب البصيرة النافذة , طالبي المقاربة العقلانية , النافرين من طرق النقل , وتحفيظ الكتاتيب , الميالين إلي سماع التوقيع المسجوع في ألفية بن مالك , الذين علمونا التطلع لكل جديد مغاير, وجعلونا مسكونين بالواقع ومتمردون عليه, مهمومون بالبحث عن أجوبة : لأطياف التساؤلات , وأطياف العقل القلق بحثا عن تساؤلات تتجدد , تتوالد من أجوبتها تساؤلات أخري فنحتمي بالعقلانية دفعا للحيرة . سلاما لمن أهدونا منهج العقلانية دروع حمايتنا , وجعلونا نعض بالنواجذ على (المنهج والوعي ) , رحمهم الله ألأساتذة حقا على كل مابحثوا وكتبوا ونشروا دون تعال فوق الواقع , بوئيد الخطى سارت الأبحاث تحت ظلال العقل مشعة , بحثوا مناهج القدماء , وهجروا جمود كتاباتهم , وحين قلّدناهم , واجهنا عالمنا بالدهشة , حيث أنها أس البحثٍ . التعليم رمزا الحداثة في كل الأزمان , خطونا به مدنيي التفكير , وسطيي النهج , تجرأنا نقاشا وحوارا في ساحة العلم والثقافة , سقيا لمعلمينا الذين فتحوا عيوننا وعرفونا على ان الثقافة في السياسة , في التعليم , في الصحافة , ونفرونا من الجمود , بحيث ملكنا الرؤية التي أصبحت وعيا يسعي , وأشعلوا قبسا للتنوير جعلنا نعمل بوعي وبإيمان نحو تربية الأجيال, وبفضلهم أصبحت النظرية والتطبيق توأمان , لاتنظير بلا تطبيق ذلك منهج لم يبرحنا طول الحياة . رحم الله أساتذتنا الذين بصرونا على ان التعليم ظل العقلانية الفاعل ,وأن النقد تبصير للممكن , تخيلا للظواهر, تجديدا و تغييرا للكائن, فغدونا صلبين كالأعمدة وغزيري ثقافة , مؤمنين أن العلم هو منبع النور الوحيد شاكرين لمن شرع مجانية التعليم التي كانت أهم وأنجع وأبقى من مجانية الرغيف, وأن التعليم أفضل السبل لإنشاء الأوطان والأمم وفتح الفرص أمام الناس جميعاً .
إرسال تعليق