ذرى كفاح
ان ما نشهده في زمننا هذا من جموح جماهيري حول العالم عبر منصات
التواصل الاجتماعي يحتم علينا اخذ وقفة قصيرة نتامل عندها مفارقات الجهل الطاغي
لشريحة واسعة من المجتمع رغم التطور التكنولوجي الرهيب الذي يميز حقبتنا الحالية،
وهذا الأمر يحتم علينا تبني مسارات مختلفة من التفكير ونشر الوعي والاحساس بالمسؤولية
بين الأفراد عن طريق التثقيف والترويج "للثقافة الانسانية" والتركيز على
المفاهيم المشتركة بين الحضارات والاديان وثقافات البلدان والتفكير الابداعي
وتمكين الشرائح المستضعفة في كل منها عن طريق تبني برامج ابداعية يشترك فيها
القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، لضمان استغلال الطاقات المهدورة
للشباب، فضلا عن تنمية ثقافة التواصل الايجابي بين افراد المجتمع الواحد مصداقا
للآية الكريمة
( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
ولعل
من أهم الوسائل لتطبيق ذلك هي التوعية بأهمية التعلّم واكتساب المهارات الجديدة
للأفراد بغض النظر عن تحصيلهم العلمي، واختراع وسائل جديدة وخلاقة لنشر المعرفة
وطرق التعليم عبر الانترنت بهدف تشغيل عقول الافراد والدفع باتجاه اكتساب المهارات
الجديدة وإعمال العقل لتبني طرق تفكير جديدة والتحكم بتطبيقاتها بين العلوم
والاختصاصات المختلفة.
لايوجد
وقت اكثر ملاءَمة من الآن للبدء برفد المنصات العامة بالمعرفة الحقيقية وبمحتوى
يرتقي واهداف البلد في مرحلته الانتقالية لترسيخ النظام الديمقراطي والمضي قدما في
ممارسة مفرداته على المستوى الشخصي وبشكل يومي.
بالعلم وحده يرتقي العقل البشري ويصل به الافراد الى مرحلة من النضج
الانساني الذي يسمح لهم بتجاوز الخلافات والنعرات الطائفية والعشائرية وإحياء
احساس الفخر الحقيقي الذي يأتي بعد الانجاز الجمعي المتميز.
ولعل من اهم واول الخطوات للبدء ياتي عن طريق بناء الشخصية لكوادر
التعليم كونهم على تماس مباشر مع الاجيال المستقبلية والاكثر حاجة للتطوير والدعم
بشكل عاجل لايحتمل التاجيل، والسير بخطى ثابتة نحو تحويل اتجاه سلاح العلم والعقل
لما يخدمنا في حياتنا ويضمن ازدهار مستقبل اجيالنا القادمة.
إرسال تعليق