د. خالد الخطيب
ان قلبي ليعتصر الما عندما اقرأ مقالات رصينة ومنطقية حول ما آل اليه التعليم والتعليم العالي في العراق والأفكار المطروحة مع إخلاص النية ولكن كما يقول المثل عند اهل الشام "على مين تقرأ زبورك يا داود". للاسف ان كثيرا منها كمن ينفخ في قربة مخزوقة :
لقد اسمعت لو ناديت حيا .........ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت لقد اضاءت......ولكن انت تنفخ في رماد
لا شك ان كل ذي بصر وبصيرة يدرك بأن دولة المحاصصة الطائفية التي انشأها الاحتلال وما تبعها من فساد مالي واداري ومن ضمنها منظومة التعليم والتعليم العالي وما خطط لها ما كانت إلا معاول للهدم منذ ان فرض الحصار الاجرامي سنة 1990 والذي ادى الى موت نصف مليون طفل عراقي وتبجحت مادلين اولبرايت بقولها :
"Yes, it is worth it .."
ومعنى قولها نعم يحق لنا قتل نصف مليون طفل عراقي من اجل تحقيق اهدافنا . والتي كان من اهمها ايقاف مسيرة المشروع الحضاري للعراق وتدمير المنظومة التعليمية التي محت الأمية واصبحت تضاهي المنظومة التعليمية لفنلندة (وهي افضل منظومة تعليمية في اوربا) وبلغت المستويات العلمية والابحاث الحقيقية ما نتج عنه اكتفاء ذاتيا زراعيا وصناعيا وصواريخ عابرة للقارات واقمارا صناعية وما الى ذلك وقد فشلت كل المؤامرات والمكر السيء من ايقاف عزيمة العراق والنيل منه حتى جاءت قوى البغي العالمي بقضها وقضيضها تترأسها امريكا وتتبعها ذيولها الثلاثة والثلاثون لتدمير المعجزة الحضارية التي حققها العراقيون خلال فترة قياسية لا تتعدى عقدين من الزمن . وهو ما اذهل الاصدقاء قبل الاعداء . يضاف لذلك كيف استطاع العراقيون بعد أم المعارك من إستعادة البنى التحتية خلال فترة لا تتجاوز ستة اشهر بعد العدوان الثلاثيني فكان ذلك معحزة اخرى ..
"لله درك ايها العراق العظيم"
واليوم يذهب السوداني ومعه ثلة من وزرائه للإستجداء من امريكا ومعهم جمع غفير من اللملوم الذين ذهبوا من اجل الونسة على حساب الدولة .٠ وهل يمكن لامريكا ان تكون مخلصة في اعمار العراق وهي المسؤول الأول عن تدميره وزرع الالغام الطائفية وتخريبه الشامل باعتماد الجيل الرابع من الحرب الذي تحدث عنه (الجنرال مانورنج) في مؤتمر إنعقد في اسرائيل قبل بضع سنين حضره الجنرالات الاسرائيليون وجنرالات قيادة حلف الناتو .. ويعتمد الجيل الرابع للحرب (كما وصفه مانورنج) على اختلاق الازمات المتتالية من ازمة الى ازمة الى ازمة وافضل مثال على ذلك ازمة الكهرباء التي مازال العراق يعاني منها بعد 21 سنة اضافة الى ازمات ماء الشرب والصحة والتعليم وانعدام الصناعة المحلية واستيراد كل المنتجات الزراعية تقريبا ..الخ .. الخ . يستغرق الجيل الرابع للحروب حتى يؤتي اكله (جيلين على الاقل) وبعدها يكون من الصعب جدا اعادة البناء . وهذا ما جرى تطبيقه في العراق ابتداءا على يد (بول بريمر) واستمرارا على يد حكومات المحاصصة ونهب المال العام . واليوم يذهب السوداني للاستجداء من امريكا ..
يماري جور الاعداء .............. يستجدي عطف الرقطاء
ويداهن ذئبا مزقني ....................يطعمه لحمي ودمائي
وتريد الشاة "بمعمعة"..................ذبح الجزار المترائي
فيهيؤها ويقيدها...........................ويقوم بسلخ الجماء
وبحفلة ذبح صاخبة.....................عدنا للعصر الدهماء
والأمن دعارة مجلسه.......................دولية عار وبغاء
والذئب سيبقى في الغاب ...........يعوي عاصفة الصحراء
فإلام الفرقة يا امما..........................ما بين حياة وفناء
تقضون العمر باكمله...................في صمت انين وبكاء
وتطل براءة انفسكم.....................في دعوة خير وصفاء
لتناجي الكون وخالقه.........................عجل بشفاء للداء
كلمات الحق على شفة...................اذبلها بؤس الضعفاء
في الليل الهادئ دمدمة.....................تنبي بنشيد البؤساء
ولهيب الشمس سيجعلها................اهزوجة حرب شعواء
افواه الجوع ستنفخها....................فتثور رمال الصحراء
ولسان الحال على غدكم.................يستتظر حكما بقضاء
إرسال تعليق