مَنْ المُتخلِّف ..؟!

مشاهدات


د. سعد الدوري


الذين يُسمُّوننا "بِالمُتخلفين" هُم واهِمُون أشدَّ الوَهَم في إستخدامِ مَعايير التَقدم والتطور والحضارّة لِلتفريق بَين عوالِم البشر ..  ما إستخدموا تلك المعايير إلا  لِتكون -(الخطوة الأولىٰ)- مُنذ عُقود لِتشتيت ثِقة الأُمة بِنفسها .. ونُفور أذهان أبناءها عن دِينها وقِيمها وأصالتها .. وطالما يَظِنّوا انّهُم نَجَحُوا في إفتراضهُّم نَحنُ خَلفهُم - مُتخلِفون .! ولا يَدرُون نَحن نَراهُم في أنكىٰ أوجه (التَخلف) .. بإستثناء أولئك الذّين يَختارون التخندُق في غير خَنادِق الدِفاع عن أُمتنا ...! نعم .. هُم (المُتخلفُون) بِلا تَزيِّيف أو رِياء .. (مُتخلفُون) في العَقيدّة والمبادئ والقِيَّم والأخلاق والمَلبس والمَظهر .. وَنتفُوق عَليهم في نظافة القُلوب والبَدن - وأبسَّطها علىٰ سبيل الذِكر  - طريقة التَطهُّر مِن قَذارّة البُطون فِي الخَلاء .!! وَطالما نَشطاط بُغضاً وإستهزاء مِن تلك المظاهِر التي يَحتَذُونّها ، وَتُشوِّه مِن خلقَّ وَشكل وطبِيعة الإنسان لِيبدو في شكل (شيطانة أو شيطان) ! 

 

﷽ 

 

﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ ..

 

نَحنُ بِفضل الله والقُرآن - نَتفوق عَليهم في الإيمان وروح حقيق الحَضارة النقيّة مُنذ قرون طويلة مَضت .. وبِطاعتنا لله وأحكام القُرآن - بُثت فِي أُمتنا (رُوح الإنسانية) .. وفَخَرَّتْ في أطيان شُعوب أُمتنا (مادة الإنسانية) - (كالفَخار) الذّي يَصقٌّل الفِخار - فَصَقَلت "بَشريتنا" في صورة إنسان .. وإرتفعت في عقولنا مَدارِّك (مَفهوم الحَضارة) نحو مُستواها الإنساني الرائِق الرَقيق الصَحيح .. هيهٰات (لِلمَظاهر المَدنيّة والصِناعية) - أن تَصنّع (إنساناً) مِن البَشر .. البشر هو الوجود "البيولوجي" بغرائزه الطبيعية مِن دُون تَهذيب .. أما الإنسان - هو الرُوح المُهذبّة التي تتأدب بالقواعد الربانيّة لِتهذيب الغرائز والسلوكيات السَيئة داخِل جَسد البشر ..! فَمَهمّا ظَنّ " الظانُّون  " أنهم يَتفوقُون علينّا فِي رُقِّي العِرق والشَكل وأسباب القُوة والصِناعة و"الإكسسوار" .. وطُرق الرَفاهية المُحَرّمة التي يَعيشونّها - إلا انّهُم رُغمّ كُل "التقنيات" التي بَلغوها فشلوا في أنْ يَصنعُوا (مَادة الإنسانية) في نُفوسِهم - لِتبلور (طِينَتِهِّم البشرية) وتُغييّرهم مِن شَكل بَشر إلىٰ شكل (إنسان) ! تلك المَظاهر التي يصفونّها كَمعايير لِتقدُمِهِّم وتَطورهم من دون حياء وإستحياء - تَخترِّق علناً وظاهراً - جَميع القواعد الأساسية التي وَضَعها الله مُنذ خلق آدم وحَواء - التي أرادَّ سُبحانّهُ تعالىٰ أنْ يرَتَسِّمِّ عليها الشَكل الحَقيقي للبشر كإنسان - وهو يُولّد بين أصناف عديدة مِن الكائنات الحَيّة التي خَلقها الله، وقَد تكون أفضل - رِقة وحَنان وتعاطُف بين قطيع جِنسها ، حِينما يَفشل البشر أن يكون إنسان !! فهٰذه هي (الضَلالة) في "نُسختهاالإمپريالية" - المُتطوِرّة عن (ضَلالة وتَضليلات الجاهلية) في العهود القَديمّة .. التي يَتبجَّح بِها الرُوم .! حتىٰ في تلك الدِعايات والإعلاميات المُصنعّة - حِينما يَصفُوا أبناء أُمتنا بالإرهاب والقَتل والوحشية والبربرِّية .. فهُم يَمرِقون الحقائق ويُزيفونَّها زَيف الحاقدِين والجاحِدين - فلو تَمّ فقط إحتساب كَم قَتلَّوا مِن البَشر خِلال قَرن واحد مِن الزمان .. مِن دُون دواعي إيجابية أو رِسالة سَمحاء .. بل مِن أجل أطماع وَنوايا الشيطان .. سَيكشف السِّر الأرقام - حِينما نكتشِف أنها تُعادل مئات أضعاف مَنْ قُتلوا عِندَّ نشرِّ رسالة الإسلام علىٰ مَدىٰ خمسة عشر قرناً .. فَيتبينً جليّاً - مَنْ هُم (المُتخلفُون) وَ(اللاحَضاريون).. لٰكِن جَرَّىٰ (الشَيطان) في عُروقِهّم مَجرىٰ الدَّم  فظنّوا أنهُّم حَضاريون !!

تعليقات

أحدث أقدم