تساؤل وكبرياء في قصيدة نخلة العراق ساجدة الموسوي ( رقم مقفل )

مشاهدات



موفق العاني 


الشاعرة والماجدة والسحابة التي تظلل اللفظ العربي في الهجير الذي أحرق أصالة الكلمة وجمال المعاني ، أنشدت للعراق والأمة وتصدت بكل اقتدار وعنفوان بقصائدها لأعدائه ، وصاغت لجيده أجمل القلائد ، ونثرت الأمل وأمطرته غيثاً يشد أزر المتطلعين إلى غدٍ تشرق فيه الشمس وترحل عنه العجاف وتورق الأغصان وتعود الحمائم تبني أعشاشها، إنها الشاعرة الكبيرة ساجدة الموسوي التي تحلق في قصيدتها ( رقم مقفل ) في فضاءات الإبداع المتمثل في سمو خيالها ، وقدرتها على توظيف الكلم ، لتجعل منه مقطعاً يحمل بين طيات حروفه هموم الشاعر الإنسان الذي أجبرته الأيام على البعد عن مرابع صباه وموطن ذكرياته ، وها هي تحاول مرة ومرّات مع هاتفٍ مقفل معتقدةً أنه الجسر الوحيد الذي يوصلها إلى خبرٍ عن الشاطئ الثاني حيث الوطن والأحبة ومزارع الخير التي غزاها الجراد وعاث بأزهارها الجميلة ، فغادرتها الفراشات ، وانحنت البواسق الخضراء بعد أن أودى بها المحل وشحَّ عليها المطر بصيبه ، فتقول : 

 

كل الأبعاد تناءتْ 

كل الأحزان تهادت !!! 

ماذا أفعل؟؟؟ 

ليس أمامي درب 

  أو سفر 

 أو جسر يوصل 

ليس إلا ذاك الرقم الأعزل !!! 

 

إنها تبحث عن خيطٍ يقودها إلى الأهل والوطن ، عندما أفلت الشمس وحلَّ الظلام الحالك وابتعدت النجوم ، فلا تجد إلا الرقم المقفل : 

 

الشمسُ معي غابت 

والناس تلاشت 

أبحث عن أهلي 

عن خيطٍ يربطُني ؛؛

ليس سوى خطٍ  مقفل !!! 

 

وفي هذه الحلكة نجد كبرياء الماجدة بدراً ينير لها مسالك الوصول ، فتخاطب الزمن وتشعره بأنها أدرى بدوراته وبخله وإدباره وإقباله : 

 

أدريك زماناً قتَّالاً

لكن لا أدري 

أنك حتى بالخطِّ .. مجرَّد خطَ 

 تبخل !! 

خذهُ ودعني حائرة 

إني أكبرُ من أن أتوسل !!!! 

 

وهكذا يتألق اللفظ ويفيض جمالاً في اختيارات الشاعرة القديرة والماجدة الأصيلة والعراقية النبيلة ساجدة الموسوي التي كان ولا زال بحرها يدفع بموجاته درر الكلم وبلاغة التعبير المعبرة عن عمق الحزن الساكن في قلب الوطن وأهله ..

 

 

تعليقات

أحدث أقدم