مقامة قلم الكتابة الأحمر .

مشاهدات



 صباح الزهيري


ايها الحبيب لا تخفي رأسك , فعبد الرزاق عبد الواحد يقول في لعبة الشطرنج المهداة الى ملك : 

((يا أيها الملك , 

باسلةً تعرَّت البيادق , 

وقُتلت باسلةً أمامَ كل الناس , 

نبيلةً كبَت على وجوهها الأفراس , 

عاتيةً تهاوت القلاعُ , 

قلعةً قلعة , 

ولم تزل وحدك في الرقعة , 

تساقُ للمربَّعِ الأخير, 

لكي تموتَ دونما نهمة ,

كِش أيها المهرّجُ الكبير )) .


أبا المصعب الجميل , قصة ألأحمر طويلة , فحاملوا الراية اليوم , متدينون , وعرفوا الطريق الى الله , ويشاركون في الطقوس والأبتهالات , وأصحاب وجدك غادروا , حيث لم يبقَ في الحانات إلا الذكريات , فلا تبق يقظٌا كما شوك القفار السّود في ريح الظهيرة , مشرئبٌ للجهات جميعها , ويا أيّها الساقي العزيز, لا شيء يُزهر كالفراغِ , وأغمضَتْ كل الهموم عيونها في ناظريك ولم تنم , كما قالها يوما مظفر . ومن نُثار خواطر الذبالة : أدركنا ان القياسُ كان خاطئًا حيثُ أرَّخَ (ماركيز) للحبِّ بطريقةٍ هى مَحْضُ جنون , برقياتٌ في كلِّ محطة , سنواتُ تَعَبُّدٍ وانتظار , وثلاثةُ أعمار حتى يُشيِّدَ قصرًا بوهيميًّا من أجل مَلكةٍ أبدًا لن تَجيء , لكّنهُ يقينُ العاشق الذي يُسقِطُ السنواتِ ويجعلُ الصَّبَّ ناسِكًا في مذبحِ الانتظارِ المقدّس , ونحن لم نكن نحلم بثروة ولانُجومٍ تَسْجُدُ لنا , حلمنا بِبلد يَرَانا ثَرْوَة , وظلت جروحنا تنزف صمتا , ويتكسر النبض على أجنحة النوافذ , في انتظارات هوج جزر وطن ومده , لتَحَقَّقَ حُلُمنا به .

 

دعك وصمت الطير, من يعرف سرَّ الطائرِ, حين تجنُّ الشجرةُ , والأغصانُ صبايا يستقوي بالصَّمت, وفي الستر خبايا , من يتشارك لحن الطَّيرِ, إذا شرد السّربُ ؟ أيغنّي من دون الأشجارِ, وأنت تقول: له ربُّ ؟  يا ربَّك , إن كسرالمنقارُ, هل ينفعه في الجبس جِبَارُ ؟ يا أيّها الساقي فديتك دع كؤوس الميتين فإنهم دخلوا العدمْ , يوماً على يومِ , بأوج رهانها  تخلو سروج الخيل من فرسانها , بالأمس رُوعنا بتاج قلاعها , واليوم هذا الركن من أركانها , وجع العراقيين أن سيوفهم ,تنأى بها الأقدار عن ميدانها , وكأنما امتحن الزمان بلادنا , وفي أمنها حيناً وفي إيمانها, ( ها انا اسرق ابيات من عبد الرزاق عبد الواحد بعد نفاذ السهم ) . هي الليالي ابا المصعب , ولكن جماعة الأحمر أعترفوا بخطل الشعار , خصوصا بعدما جللهم بريمير , قبلها كتب بلند الحيدري : ((كان حلمي وسط تراب , وقناعاتي خيالا في سراب , كان للوهم يغني من جديد , لا وطن حر ولا شعب سعيد )) , ليرد عليه د. قاسم حسين صالح : ((يا مظفر..أصحيح ان شعبا انجبك , صار من احزاب تدّعي الأسلام يقهر, ولنا جيش يتامى وارامل , سرقوا خبزها اليومي وبنى منها معمم لأبيه ضريحا , كان قد افتى ابوه , قتل من نادى (وطن حر وشعب سعيد) ,أو تعلم يا مظفر, أن شعبا كان من عهد جلجامش يوصف بالعنيد , صار من تغريدة ( هاوي ) بالسياسة, يهتفوله بالقداسة ويبوسون ترابا قد مشى يوما عليه , وان كان نجاسه, كلّ هذا يامظفر قد حصل وما كنت تمنينا بيوم يفطر الناس به : كيمر عماره وعسل , افطر شعبك يامظفر,خبزة نخاله وبصل )) .



تعليقات

أحدث أقدم