رسالة الشيخ عبد الملك السعدي : تحذير من غزو الجماعات المنحرفة في العراق

مشاهدات

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أهلنا في الأنبار ومحافظات الوسط والشمال : تحذير من غزو الجماعات المنحرفة . الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين . وبعد :

 

فأوجه ندائي إلى أبناء محافظتي ومحافظات الوسط والشمال وفي مقدمتهم علماء الدين وشيوخ العشائر والسياسيين، بالتمسك بالمنهج الأصيل العريق الذي كنتم عليه قبل احتلال العراق وعلى مدى قرون من الزمن . وهو منهجُ علمائكم الذين نهلتم منهم والذي ورثوه بالسند المتواتر جيلا بعد جيل من لدن القرون الهجرية الخيرية الأولى وإلى يومنا هذا، وهو منهج السنة الذي حُفظ ونُقل بواسطة المذاهب السنية الأربعة فقها وعقيدةً وسلوكا . وقد حاول الاحتلال الانكليزي في حينه تغيير هذا المنهج؛ لأنهم يعلمون جيدا أنه هو الإسلام الصحيح ؛ لكن سرعان ما عاد العراقيون إلى الأصل والحمد لله . وها هو التاريخ يعيد نفسه بجهود أكبر؛ حيث جاء الاحتلال الأمريكي وأتى معه كل شر؛ ليغير على العراقيين عراقهم وهويتهم، وأهمها تغيير الدين ؛ فجعل البلد ساحةً مفتوحةً تتلاطم فيه أمواج الأفكار المنحرفة دون رقيب وحسيب، من إلحاد، وعلمانية، وغيرهما . ومن ذلك : 

 

جماعات التكفير والتبديع والتضليل التي تتستر بستار السنة والسلف .

ومنها : طرق منحرفة تدعي التصوف ولا تمت إلى التصوف بصلة، وتتستر بستار التصوف أو اتباع آل البيت ، وتتخذ من ذلك وسيلة لكسب المال والجاه، ومنها ما تقوم بأعمال غير شرعية كالضرب بالسيخ وغيره ، والاختلاط والتراقص في الذكر أو الاحتفالات، وابتداع عبادات خاصة كصوم يوم بعينه وقيام ليلة بعينها وترتيب فضل خاص بخصوصه دون تخصيص من الشرع، وغير ذلك .

 

ومن ذلك : جماعات متطرفة تعادي أهل السنة بذريعة نصرة آل البيت والانتقام لهم ، وتسب وتلعن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

 

وللأسف صارت هذه الجماعات بينكم وفي مساجدكم ، وانتشارها بهذا التفرق والاختلاف سينفر بعض الناس إلى الإلحاد أو العلمانية، وهذا الذي يُراد لنا، فهم مسنودون مدعومون ماديا ومعنويا من قبل بعض السياسيين وأتباعهم، أو من غيرهم . وأما أصحاب المنهج الأصيل العريق فلا بواكي لهم ، وصاروا مستضعفين يريدون طمسهم، لكن نقول هيهات، سيعود أهل هذا المنهج بقوة من الله؛ بالجهاد بالعلم والقلم والدعوة وبكلمة الحق بإذن الله .

 

{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17].

 

لذا : أحذركم من الاصغاء لهم ومجاملتهم والانجرار والالتحاق بهم وتكثير سوادهم، فتحملون وزركم ووزر من لحق بكم . وسيأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقائق ثم لا ينفع الندم . فاصبروا وصابروا وجاهدوا في سبيل الله بكلمة الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تخافوا في الله لومة لائم، فبصبركم وثباتكم هذا أنتم في جهاد بإذن الله . وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال : 

 

(يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ) رواه الترمذي .

 

وأقول لهذه الجماعات : إنه لا مكان لأفكاركم بيننا، فلا مرحبا بها، وعودوا بها من حيث أتت، أو عودوا إلى رشدكم والتحقوا بأهلكم على ما كانوا عليه .

 

هدى الله الجميع ، ووفقكم للصواب والحق، وثبتكم .

 

اللهم هل بلغت

اللهم فاشهد

أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي

1/محرم/1446هـ

07/07/2024م


تعليقات

أحدث أقدم