اعترافات (كير ستارمر) عضو مجلس العموم البريطاني

مشاهدات

 


إعادة نشر ..!

ضرغام الدباغ

 

قرأت هذا التقرير (أدناه) وكاتبته نائبة في البرلمان البريطاني(مجلس العموم) ومترجمته للعربية السيدة لورا ادوارد ، وهو حديث بتأريخ 28/ تموز / 2024، وقرأته، ووجدت أنه يستحق إعادة النشر، ليس لأني أتفق مع كاتبته كلياً، فاليوم لا يوجد تطابق في الآراء إلا في المرآة .. وبشرط أن تكون المرآة من نوعية جيدة ... أود إعادة نشره ، لأن كاتبته تحدثت بصدق تام ، وأعتقد أن ما ذكرته هو ما يدور في أذهان الأوربيين وسيما في منطقة وسط أوربا (المنطقة الأنكلو سكسون) ، يدور بأذهانهم كما هو دون التمحيص، إن كانت هذه الأفكار صالحة أم طالحة . أدعوا القراء إلى قراءة التقرير ملياً ليأخذوا فكرة وليس أتخاذ قرار، عن ما يدور هنا في هذه المنطقة الحساسة من العالم . فباعتقادي أن هذا الرأي يمثل آراء فئات كثيرة من المجتمع (الوسط أوربي) . حيال موضوعة تستولي على اهتمامات الكثيرين وعلى مناقشاتهم. وأنا متأكد أنه سيحوز على اهتماماتكم أيضاً وتثير عاصفة من الملاحظات والأراء، ومن بينها، وأهمها أننا نزداد قناعة ويقيناً : أن الجهات الأجنبية هي وراء التطرف في الإسلام لتدمر الصورة الإيجابية، فإذا كانت هذه الحركات تثير اشمئزازنا نحن، فما بالكم ردود الفعل والمخاوف عند الوسط الأوربي المتنور. الأوربيون يرون الفضائل في الإسلام، وعندنا يرون الجانب المظلم فقط .. ياللأسف ...!

 

مع تحياتي للجميع


اعترافات (كير ستارمر) عضو مجلس العموم البريطاني

ترجمة: لورا أدوارد  / . 2024 So., 28. Juli  


علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ، وواضحين في نفس الوقت حيال علاقتنا بالعالم العربي والإسلامي، ونقول الحقيقة لأبنائنا حتى لا نتصادم معهم يوما ، أو أن يشعروا بالاضطراب الفكري ومتلازمة التناقضات النفسية ، بين إيمانهم بالقيم الليبرالية واحتياجات أمننا القومي، والتي زادت من تناقضاتها الثورة المعرفية وتقنية المعلومات ووسائل التواصل العابرة للقارات . نحن خلافاتنا في الحقيقة ليست مع الشعوب الإسلامية ولا الأنظمة الحاكمة، لأن الأنظمة تدور في فلكنا وتستمد بقاءها من جانبنا، وتنفذ سياساتنا التي تخدم الأمن القومي الغربي بغض النظر عن أمنها القومي .

 

إذن فأين تكمن حقيقة الأزمة في علاقاتنا بالعالم الإسلامي ككل والعربي كونه مركز هذا العالم ؟

 

إن مشكلتنا الحقيقة تكمن في (الإسلام ذاته ومع محمد نبي الإسلام نفسه) لأنه دين حضاري يمتلك الإجابات التفصيلية لكل الأسئلة الوجودية والحضارية وهو منافس عنيد للحضارة الغربية التي بدأت تفقد ألقها، بينما الإسلام ومحمد يزداد ألقا حتى داخل مجتمعاتنا الأوربية التي أتاحت لها القيم الليبرالية حرية التفكير، وأضعفت سلطة الكنيسة، وهذا التفكير الحر المجرد قاد الكثير من النخب والشباب إلى اعتناق الإسلام، لأنهم وجدوا فيه كل الإجابات عن احتياجاتهم النفسية والروحية والوجودية والاجتماعية التي أغرقتهم فيها حضارتنا المتناقضة . نحن مشكلتنا الحقيقة مع الإسلام نفسه وستظل كذلك لأنه ليس لنا إلا خيار مواجهة التدفق الإسلامي والفكر الإسلامي بشتى الطرق، لأن الخيار الآخر هو أن نعترف أن الإسلام دين الله الحق ودين يسوع وكل النبيين ، وهذا سيقودنا إلى اعتناقه ، حتى نصل إلى ملكوت الله في الدنيا وما بعد الحياة . وهذا سيعيدنا إلى المربع الأول في صراعات الدين والدولة في الفكر المسيحي، على أن هناك فرقاً شاسعا بين الإسلام والمسيحية في تلك القضايا ليس لنا خيار سوى مقاومة الإسلام ولو أدى ذلك إلى تخلي بلداننا ومؤسساتنا على القيم الليبرالية، وعلينا أن نسن القوانين التي تدفع المسلمين إلى مغادرة أوربا، ولنا مثال في السويد التي تفرض قوانينها المثلية والشذوذ والإلحاد وهذا أكثر ما يدعو المسلمين إلى مغادرة أوربا أو الانصهار في حضارتها وفقدان إيمانهم بالإسلام،  وكذلك علينا أن نمنع الهجرة من العالم الإسلامي إلى أوربا وأمريكا ولو بالتعاون مع الدول الإسلامية ونفتح المجال لهجرة الشعوب غير المسلمة .

 

ومن جهة الأخرى يجب الاستمرار في دعم إسرائيل مهما كانت إجراءاتها قاسية، حتى لا تسمح بإقامة نواة لنظام إسلامي في غزة يشجع الشعوب الإسلامية على الاحتذاء التجربة، وممكن في هذا المجال الاستفادة من الدعم الكبير الذي تحظى به إسرائيل من الدول العربية، التي تخاف من قيام أي نظام إسلامي أو ديمقراطي، وهذه نقطة ثالثة مهمة وهي دعم الأنظمة العربية ومؤسساتها وجيوشها وأجهزتها المختلفة التي تمنع قيام أي نظام يستمد قيمه من تعاليم محمد ومن كتابه المقدس . لا يهم إن كان ما نقوم به خطأ أو باطلا أو شرعيا أو غير شرعي، فهذه مسألة يجب أن تكون محسومة ونعمل عليها ومن خلالها، نحن أمام تحد كبير بين قيمنا الليبرالية وأمننا القومي وهما الآن قيمتان متناقضتان وبين الزحف الإسلامي المنبعث من كل مكان في العالم وكأنه بخار الماء الذي لا ندري من أين طلعت عليه الشمس، لا يجب أن نختبر صوابية وخطأ القيم الإسلامية لأن ذلك قد يقود أكثرنا إلى الإسلام  والقيم الدينية المحمدية، وفي نفس الوقت هناك حاجة إلى جرعات من المسيحية ولكن بصورة منضبطة لا تؤثر على إنجازات الحضارة الغربية، بهدف الحد من توغل الإسلام إلى ديارنا . نحن الآن بين خيارات متناقضة ومخيفة لأن الاستمرار في خياراتنا الليبرالية يفقدنا الحصانة من الزحف الإسلامي، والعودة إلى الكنيسة يهدم قيمنا الليبرالية ويؤثر على منجزاتنا الحضارية، وقد نشأت أجيال في الغرب لا تؤمن بالمسيح ولن تستطيع العودة إلى الكنيسة بعد رياح الانفتاح اللامحدودة . ما أخشاه ألا نجد أمامنا في المستقبل إلا خيارا واحداً يتمثل في الدفع نحو قيام حرب كبرى تحد من الحريات وتربك الحياة العامة وتشعل حروب غير منتهية في الدول الإسلامية، وتفقد الإسلام مناخات السلام التي يتمدد من خلالها . والا  فستملأ المساجد والمآذن أوربا ويسيطر الإسلاميون في أي انتخابات أوربية على مقاعد البرلمان وعلى الرأي العام والاقتصاد ثم يحكمون أوربا بتعاليم الإسلام .

.

نقلاً عن صحيفة ( The Sun) البريطانية


تعليقات

أحدث أقدم