عائشة سلطان
بما أننا نتحدث عن علاقات الانجذاب الذي يخلق ما يعرف بقصص الحب الجارفة والدرامية فإن علينا الاعتراف بصعوبة الخوض في أمر هذه العلاقات ضمن مقال صحفي قصير. حيث غالباً ما يناقش المقال الصحفي الشؤون الحياتية في المجتمع : كشؤون التعليم وغلاء المعيشة ، وأزمات التربية الحديثة، ومشاكل المراهقين، وتحديات الإعلام والتوظيف و... إلخ، أما الحب والعلاقات الزوجية وما تواجهه العلاقات الاجتماعية من تعقيدات فليس من المعتاد تناولها في أعمدة الصحافة !
بالرغم من ذلك فإن الحديث في الموضوع ليس ممنوعاً ولا مستحيلاً، ولكنه يعتمد على الطريقة التي يناقش بها، ولأي هدف، لأن أول ما يهتم به الكاتب هو جمهوره، والرسالة التي يعمل على إيصالها لهم، لذلك فإن الحديث عن العلاقات العاطفية «الحب والزواج» لم يعد محصوراً في شخصين، إذا نجحا أو فشلا فإن الأمر يخصهما وحدهما ، لأننا لم نعد نعيش ضمن مجتمعات تقليدية يمكن ضبطها بسهولة، أو أحياء محافظة ومحدودة، لا يدري سكانها بما يدور خارج أسوارهم . إننا نعيش في مجتمعات تتعرض لدفق هائل من الأفكار والمتغيرات ، التي تعبر عقول وعيون الناس، حتى صارت المجتمعات تسمى باسم هذه المؤثرات فيقال مجتمعات السوشيال ميديا، ومجتمعات ثقافة الاستهلاك، والحداثة والفردية.. إلخ، إن هذه المؤثرات تنعكس على طبيعة وتوجهات العلاقات واستمراريتها أو فشلها، ما يجعل مناقشة شؤون العلاقات أمراً ضرورياً، لأن كل ما يؤثر على الأسر والأطفال والمراهقين تظهر آثاره تالياً على مستوى الاستقرار والأمان الاجتماعي، كما على وضع المرأة والتحديات التي تواجهها، لذلك فإن الحديث عن الانفصال السريع يحتاج لأحاديث وكتابات مطولة !
إن ما يثير التساؤل دائماً والاستغراب بالفعل هو ظاهرة قصر عمر الزواج في زيجات كثيرة، تشهد عليها أروقة المحاكم والقضاء، فحتى تلك التي قامت على قصص الحب القوية أو العائلية لا تصمد طويلاً، فلماذا لا تدوم هذه العلاقات؟ أين تذهب كل الوعود والأحلام والتوقعات التي تبدأ بها تلك العلاقات الجميلة ؟ لا شك في أن هناك أسباباً جوهرية وجذرية للموضوع ، ومعرفتها أمر مهم يصب في صالح المجتمع والأسرة التي تتعرض لتحديات تهدف لاجتثاث دورها، وتحديداً في أمر التربية !
إرسال تعليق