اكتراث

مشاهدات


عبد الحسين صنكور 

الأكتراث بالأشياء فن لا أجيد صناعته . ربما كنت ماهراً به عند عنايتي بمرضى من أقربائي عندما كنت صبيا أو شاباً. قد أكون مأموراً أو متعاطفا في ذلك الوقت. في أحلامي تمر بعض قصصهم.

أحدهم ( شلتاغ ) أبن عم والدي . عقيم مدمن على شرب القهوة المرة بشكل لا يوصف ، ومدخن كأنه مدخنة Chimney معمل طابوق عراقي يعمل بالنفط الأسود . بيتنا كان مأواه . كانت دلته ومنقلته وجمرها طقس يومي لا يمل منه ، بل يستمتع به . حضرت ورافقته في حفلتين : الأولى ، عملية إزالة ( الماء الأبيض) من عينيه ، في عيادة خاصة تقع في الصالحية قرب الإذاعة ، الطبيب نسيت أسمه الأول لكنه كان من (آل زلزلة) الكرام . الثانية ، أستئصال ( البروستات) في مستشفى اليرموك . أستغرب الأطباء أثناء تخديره . لم يفعل التخدير معه أي شيء ! شك الأطباء أنه من المتعاطين للمخدرات أو المسكرات ، وهو في عمر الثمانينات ! عالجوا الأمر بطريقتهم ، عندما تأكد لديهم أن الرجل بريء من تلك التهمة ، شاباً وشيخا  . أنا شاهد على ذلك ، السبب الأكيد أدمانه شرب ( القهوة)! 
 
 الكلام كثير والناس فيه يختلفون . قد يكون الأكتراث مفيداً أحياناً ، إلا أن التجاهل هو الأصل ...

تعليقات

أحدث أقدم