محمود الجاف
الإخطبوط : حيوان بحري لَهُ عينان وثمانية أذرُع تحتوي على صمامات يُمسِك بها فَرائِسَهُ ثم يُدخِل فيها مادة تُؤدي إلى شَلَلها وَيَحقُنها بالأنزيمات الهاضِمَة . ويُمكنهُ ان يغير لَونَهُ حسب البيئة التي يَختبئ فيها بانتظار ضحاياه وعندَ الخَطر يقذف سحابة من الحبر يختفي خلفها . وهو نفس الاسلوب الذي تستخدمه عمائم الشياطين في قم وحكومات البلدان التي غرست فيها مخالبها ( حزب الله . التيار الصدري . العصائب . كتائب الامام علي . فيلق بدر . سرايا عاشوراء . الخراساني . لواء المنتظر . وغيرها ) فقد مدت أذرعًا كثيرة . وفي الوقت الذي تدعي فيهِ البَراءَةَ والتَدَيُن وتحمِل الوُرود في إحداها . تُوزِع المَوت والمخدرات والدَمار والعُهر حَيثُما حَلت في الاخرى . وعندما تحاصر ترمي سحابة من الحقد لم يشهد التاريخ مثيلا لها منذ ان خلق الله الارض ومن عليها .
لقد نجحوا في اختراق وتدمير لبنان وفلسطين وأفغانستان وسوريا واليمن والعراق وعملوا على تشويه الإسلام وبث الفرقة والبغضاء بين مُعتنقيه . وضمنوا عدم خروج الفريسة عن نطاق سيطرتهم ولهذا ترى سلوك عملائها كالمد والجزر . فتارة ينسحب الصدر ليتقدم العامري . وهذا يتراجع وذاك يوبخ وآخر يصرح وعندما يشموا رائحة الخطر يخضعون فورًا ويمثلون دور الأبرياء الطيبون الضعفاء . وجل عملياتهم في بلادنا ومع هذا يرفعون شعار أمريكا الشيطان الأكبر وهم جرائها وخدم الصهيونية فقد بلغت حجم الاستثمارات الإسرائيلية في إيران 30 مليار دولار في أكثر من 200 شركة أكثرها في مجال الطاقة واليهود لهم فيها 20 كنيس وإذاعة خاصة اسمها راديس تدفع نفقاتها الحكومة . تقوم سياسة هذا النظام على بروتوكولات اطلقوا عليها ( نظرية ام القرى ) واستخدموا لتنفيذها تنظيمات سرية تأسست على منهج الخميني الذي يختبئ خلف ستار آل البيت رضي الله عنهم بينما يُصدر الكواتم والمُفخخات ويسعى الى تكوين إمبراطورية على امتداد البلاد الإسلامية لإضعافها . تلك النظرية التي صاغها محمد جواد أردشير لاريجاني الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء . والذي كان قد ترأس عدة مُؤسسات بحثية لها ثقلها وعمل نائبًا في البرلمان ومساعدًا لوزير الخارجية وعضوًا في مجلس الأمن القومي . علما انه استعار الاسم الذي اطلقه الله على مكة المكرمة حيث قال ﴿ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ الأنعام : 92
يقول لاريجاني : “ إيران دون أدنى شك هي أم القرى في العالم الإسلامي والمحافظة عليها معادل للمفهوم العرفي للمحافظة على الدولة . ومن أجل ذلك يمكن شرب كأس السم”. وعليه يجب أن يطرح الدفاع عن العالم الإسلامي في استراتيجيتنا الوطنية كرُكن أساسي وأن يكون مد نظرنا قيادة العالم الإسلامي ”.
ويقول ايضا : “والواقع أن انتصار إيران أو هزيمتها هما انتصار وهزيمة الإسلام . وهي مهده الحقيقي والخالص”. وهذه مغالطات يروج لها ومسوغات للاعتداء على سيادة الدول فهو يقول : “إننا نقبل بالتقسيمات الحدودية مجبرين لأن رفضها يعني أن حروبًا واسعة ستقوم بين المسلمين والكفار وأيضًا بين المسلمين أنفسهم . كما أن إمكانيات الدولة يجب أن تستخدم بشكل منحصر لمصالح شعب هذه الأرض ذات الحدود المعروفة وإن أي استخدام لها في خارج الحدود يجب أن تكون بصورة مباشرة لمصالح الموجودين داخل الحدود”. ويروج الى ولاية الفقيه ويقول : “ تلاحظون أنه من أجل إيجاد أم القرى فليس مطروحًا الموقع الاستراتيجي والسكان والجنس وأمثال ذلك بل المعيار هو في الولاية . بعبارة أخرى : إذا ادعت دولة بأنها (أم القرى) فيجب عليها أن ترفع مستوى قادتها إلى أبعد من حدودها الجغرافية وأن تجعلها منتخبة لكل الأمة!”.
لقد اوجد لاريجاني ثغرة تناسب الخميني الهندي في نظريته حيث أكد أنه يمكن لقائد غير إيراني الأصل أن يستمر بزعامة الدولة . ويجب أن يتم صرف الكثير من اموال النفط الاحوازي المنهوب خارج الحدود التي لا نعترف بوجودها أصلاً . وذلك في مخطط توحيد ( أي احتلال ) أراضي الأمة! ويقول بأنه ينبغي على جميع قادة الدول في الأمة العربية طاعة أوامر الولي الفقيه لأنه الأصلح لحكمهم جميعاً ! وان الأرض التي يجب أن تكون عاصمة دولة أم القرى "يقصد إيران" هي مكة المكرمة . وبعدها يتم الإعلان الرسمي عن ولادة أم القرى . "والجدير بالذكر أن هذه النقطة سرية وغير معلنة لكنها تُدرّس في حوزات قم وتُطرح في جامعات إيران كحلم يعملون على تحقيقه". أما عن حدود أم القرى "أي إيران" فتكون حسب وسعها فهم يعتبرون حدودهم اليوم ناقصة! (راجع : حدود المسؤولية في السياسة الخارجية الإيرانية ووزارة الدفاع والإعلام في كتب لاريجاني وتصريحات لخامنئي بهذا الشأن) ودور الأمة "يقصدون الشعب العربي" في الحفاظ على دولة أم القرى وحمايتها والطاعة لأوامرها فرض عين . "يقصدون بذلك تحويل كافة أبناء الأمة إلى عملاء لإيران"!
كل الدول في العالم "يقصدون العالم العربي والإسلامي" فيها نواقص ومشاكل إلا دولة فيها نظام ولاية الفقيه هي ذات نظام سليم وشرعي . وتجد شرحًا واضحًا وكاملاً حول هذه النظرية في كتاب أصدرته الخارجية الإيرانية عبر "مركز الدراسات السياسية والدولية" التابع لها مستندة فيه بشكل عام إلى أهم النقاط المعلنة من الساسة الإيرانيين بهذا الصدد خصوصًا من محاضرة ألقاها محمد جواد لاريجاني في شتاء 1984م في جامعة طهران "المسماة اليوم بهشتي". لقد نجحت هذه النظرية وأصبحت التوجه الرسمي للدولة لان خامنئي وفي خطاب موجه الى محمود شاهرودي قال : “إن عملكم هذا هو لرفعة شأن إيران أم القرى الشيعية التي هي قيادة العالم الإسلامي ولضرب المستكبرين”. انها حلم يغذونه حتى لأطفالهم وأبلغ مثال خارطة Pan-Iranism التي تتصدر صفحات كتب التاريخ والدين والأدب والفنون الدراسية الإيرانية منذ الابتدائية وحتى الدراسات العليا في المنهاج الحكومي . ولا يَخفى على عاقل إنه ومُنذ مَجيء الخميني وحتى الآن عاثوا في الأرض الفساد ولم ينجُ من بطشهم حتى الشجر والحجر وسلوكهم لا علاقة له بأي دين فهم يعلقون الأبرياء بالمشانق في الطرقات وعلى الرافعات وقتلوا الاسرى والمتظاهرين حتى من ابناء شعبهم وَرغمَ كُل ما ذَكَرت هُناك من يَقف مع الخُميني ويُدافع عنهُ ويعتقد إن فِكره العَفن جاء لحماية المذهب . والآن سيبدأ هجومهم العلني بعد أن كشف مقتدى عن القناع الذي خدع به الكثيرين وسيتجمعون في كتلة واحدة كبيرة لإكمال الطوق على كامل التراب العراقي واستخدام كافة الإمكانات البشرية والمادية والعسكرية والأمنية من أجل خدمة وحماية وكر الشياطين في طهران ... لقد رأينا آثار هذه النظرية في ساحاتنا العربية والإسلامية ولم نر تأثيرها على دول الغرب او امريكا او الكيان الصهيوني ولكن العيب ليس عليهم بل على الاجساد والعقول الخاوية التي تتبعهم حتى ادخلتنا في سرداب التيه والغفلة ..
اللهم لا تَرفع لهُم راية او تُحقق لهم غاية واجعَل عذابهُم لأمثالهم ومن تبعهُم عبرة وآية
إرسال تعليق