عائشة سلطان
بغض النظر عما إذا كنت مقتنعاً بما جاء في كتاب روبرت جرين «القواعد الـ 48 للقوة» أو كنت تراها مجرد قواعد لا أخلاقية تستعيد روح البراجماتية الفجة كما كتبها وفكر فيها نيكولا ميكيافيللي، وضمّنها في كتابه الشهير «الأمير» بعيداً عن الرفض والمقاربة، فإن كتاب القواعد هذا للكاتب الأمريكي روبرت جرين لا يزال يعد من أكثر الكتب مبيعاً حول العالم ، مع أنه صدر في العام 1998!
دعونا نطرح بعض الأسئلة التي بلا شك قد راودت معظمنا، ونحن نتابع صور ومقاطع نجوم هوليوود الكبار أو رموز السياسة وأيقونات الرياضة والإعلام : ما الذي يمنح هؤلاء هذه السطوة والجماهيرية التي تجعل الجميع مندفعاً إليهم، المصورين والصحفيين ورجال المال والإعلام ؟ ما الذي يمنحهم هذا البريق المعزز بقوة تشعر بها بمجرد أن يطلوا من خلف الستار أو يترجلوا من سياراتهم الفاخرة أو يسيروا بكل ثقة وخفة ولمعان على الأدراج الرخامية والسجاد الأحمر؟ ما هو سر قوة هؤلاء؟ يقول مؤلف الكتاب، روبرت جرين، إنه عمل في عدد هائل من الوظائف، واشتغل بكتابة السيناريوهات في هوليوود، وقرأ آلاف الكتب حول رموز القوة في التأريخ ، وإنه في كتابه هذا حاول اختزال آلاف من السنين في التأريخ الإنساني بقصص عن كيفية اكتساب المرء للقوة، وفهم جوانبها، وحماية نفسه من سطوتها أو الحفاظ عليها، وممارستها بحكمة، إنه يقول أيضاً إن ما أورده من قوانين ليست خيالية ولا مستحيلة، بل هي من واقع الحياة .
الذين يعتقدون أن الصراحة والبساطة والعمل بإخلاص هو ما سيقودهم للنجاح ، ثم بعد سنوات يكتشفون أن زملاءهم الأقل ذكاء وتفانياً وإمكانيات، هم الذين وصلوا وتفوقوا، بينما أحيلوا هم إلى التقاعد ، يقول لهم روبرت جرين : «لا تُظهروا التفوق على مدرائكم، ولا تبدوا براعتكم دفعة واحدة، سيشعر رؤساؤكم بالخطر، وستدفعون ثمن ذلك . واحذروا من أصدقائكم، فصديقك يعرف نقاط ضعفك، سيستخدمها ضدك عند أول خلاف، ولا تخَفْ من قوة عدوك، فأهم حلفاء اليوم هم أعداء الأمس». هناك الكثير جداً مما يستوقف التفكير وإعادة النظر، لكن ما يخص عالم تفاهة السوشيال ميديا يثير العجب أكثر.. سنعود إليه غداً.
إرسال تعليق