تقاسيم على مقامات ألأعراب :

مشاهدات



صباح الزهيري 


هذه مقامة متنوعة الافكار تصبّ في نهر الوقت الجاري والذي على حين غرة يتحول ماءه لسيف ان لم نقطعه قطعنا .

 

قال عبد الله بن عباس : لم أعرف معنى ( فاطر السماوات والأرض ) الا من شجار اعرابيين حول بئر كل واحد منهما يدعيه لنفسه , فقال أحدهما للآخر : أنا فطرتها , يريد ان يقول أنا بدأتها . 

 

منذ كانت هاجر تحمل طفلها إسماعيل عليهما السلام , وتركض به ذهاباً وإياباً بين صخرتي الصفا والمروة في منطقة قاحلة جافة غير ذي زرع في مكة المكرمة , عرفنا أن هذه الشعائر تنطوي على مشقة مهما تغيرت الظروف والأحوال . هؤلاء هم ألأعراب الذين سكنوا بادية شبه جزيرة العرب , فكانوا بعيدين عن المدينة والحضر , أشتغلت فيهم الصحراء شغلها , فأكسبتهم قسوتها , والبيئة تنحت الناس على مزاجها , شاؤوا أم أبوا , ومنهم الصعاليك الذين يقول شاعرهم عروة بن الورد : 

((وإن جارتي ألوت رياح ببيتها ..تغافلت حتى يستر البيت جانبه))

 

عكس مايفعل صعاليك اليوم الذين يتحالفون مع الرّيح . كان العرب قديما اذا دخلوا حربا ركبوا ذكور الخيل لجلدها وصبرها ويتفادون الإناث خوفا من ان تكون شبقة وتحن الى صوت الذكور, واذا اغاروا فيعكسون الأمر , فأنهم يمتطون الأناث لأنها لا تصهل وبالتالي توفر لهم عامل المباغتة كما انها يمكنها التبول وهي تركض عكس الذكور التي تحبس بولها اثناء الركض , وهذا يدخل ضمن تكتيكات الحروب , وان تحتم على احدهم إمتطاء فرس في الحرب كانوا يخيطون مهابل أفراسهم حتى لا تلقح بخيول غير خيولهم , قد يبدو المشهد قاس نوعا ما , لكنهم كانوا يحافظون على سلالة خيلهم نقية , وفوق هذا انها عزة وأنفة وشموخ الرجل العربي يغار حتى على فرسه وهي من البهائم فكيف بالنساء واوطانهم ؟  فالعزة والغيرة كانت ميزة العرب حتى قبل مجيء الإسلام . المأمون من الأعراب , كان يعطي وزن الكتاب المترجم ذهبا , تعلمنا ان الظلام حفرة الجهل , والعبقرية والإبداع يمتد عبر الزمن نوراً يضيء , وإن لم يره الذين يعبدون الظلام , وأنا أزعم غير مرتاب , وأقسم غير حانث , ان البعض فتنوا في الأدب فتنة بقية الناس في المال والولد . الحياة يجب أن تُعاش , لآخر إمكانية فيك, يجب أن تُكتشف , من دون وجل , نحن العرب لسنا أقلّ وأضعف من بقية الأمم , لو أدرنا أمرنا برُشدٍ وتجاهلنا تجار الجهل وأرباب الخراب والأرض اليباب , وقد قِيل : (( مَنْ عَرَفَ أَنِسَ , ومَنْ جَهلَ استوحشَ )) , والتَعَالُم قاد الجاهلَ إلى الزَّلل , ولو قال : لا أعلَمُ , لنَجَا وسَلِمَ , ولو انه 

((كم سلِم الجهول من المنايا وعُوجٍل بالحٍمام الفيلسوف )) .

 

فى أصول الفقه قاعدة تقول : درء المفاسد أولى من جلب المنافع , ولابن تيمية كتاب له عنوانان , الأول: درء تعارض العقل والنقل , والآخر : موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول , وهو ما يذكرنا بعنوان فتوى «ابن رشد» الشهيرة : فصل المقال فيما بين الحكمة (الفلسفة) والشريعة من الاتصال , ومن مرادفات العامة او العوام : الغوغاء , الرعاع , أخلاط الناس , شذاذ الطرقات , السوقة , ويقولون شعيط ومعيط كناية عن أجتماع التافهين . ((ملاحظة : سمي يزيد بن الوليد بن عبد الملك بيزيد الناقص أحتقارا له لأنقاصه الرواتب , فالدنيا تقوم ولاتقعد ان فكرت حكومة منتخبة بمس الرواتب)) . قالت العرب  : (( البعض تعيش معه عمرا , لا تذكر منه لحظةً , والبعض تعيش معه لحظة تتذكرها طول العمر ,  لأن الذي يحتل القلوب هي المواقف وليس الزمان )) ,لا تلعنوا القدر ولا النصيب فهما مقيدين بمخرجات عقولكم التي زرعها فيكم المجتمع من تعاليم وعادات وتقاليد منذ كنتم أطفال رضع .

تعليقات

أحدث أقدم