درب الرحيل

مشاهدات



عمر الحديثي


وأنت تولّينَ وجهكِ عنّي ،
تَخُطُّ خُطاكِ طريقَ الرحيل
حذارِ من الغفلةِ توحي
بأني أحثُّ الخطى في الأثَر
وأنّكِ لما تديري النَّظَر


ستلفين في الدرب غيركِ يعدو
وأنَّ الفِراقَ هو المستحيل
وأنَّ بعادكِ شئٌ ثقيل
وإذ يتلاشى خيالُكِ عنّي
حذارِ يُحدِّثُ ظنُّك أني
سأكتبُ شيئاً
سأذكرُ شيئاً

ليُنبئ ما كانَ منكِ ومنّي
ويفصحَ لِلنَّاسِ عنكِ وعنّي
فما عادَ لي فيكِ شئٌ جميل
سأنسى كثيرَكِ قبل القليل
وأمسحُ ماضيكِ قبل المقيل


سأجمعُ أوراقكِ البالية
وأطعمُها سيرةَ الساقية
وأنسى الليالي التي تذكرينَ
قطوفكِ كانت بها دانية
ولن يتوقّف نبضُ دمائي
التي اعتدتها دائماً جارية
ولكنْ ، إذا ضاقَ دربُ رحيلكِ
عن أربُعي ،


ضعي راحَ كفّكِ شطرَ الجَنان
سيقرأُ قلبي وقعَ المكان
سآتي وفاءً لذاك الزمان
وفاءً لكل الذي فيَّ كان
فقلبي سيبقى وفيّاً أصيل
وليس بحبّك مضنىً عليل
وقد عاد لي آمناً واستَكان
بلحظةِ ولّيتِ وَجْهَك عنّي
وخطّت خُطاكِ طريقَ الرحيلْ …

تعليقات

أحدث أقدم