الفريق الركن صباح نوري العجيلي
منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر من العام الماضي لم تبخل ادارة بايدن على محميتها اسرائيل بضخ كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر وبذات الوقت تؤكد التزامها بالدفاع عن الكيان في حين تستمر طائرات الشحن الامريكية بنقل أحتياجات الاحتلال العسكرية لتأمين متطلبات الحرب في غزة ولبنان . الجديد في الموقف هو قرار الحكومة الامريكية بنشر بطرية الدفاع الصاروخي (ثاد ) ومشغليها من الجنود الامريكيين في فلسطين المحتلة لتعزيز الدفاعات الجوية الاسرائيلية بعد الهجوم الصاروخي الايراني في الاول من أكتوبر / تشرين الحالي ووصول الكثير من الصواريخ الايرانية الى اهدافها وتوقع الرد الاسرائيلي قريبا . فمنظومة ثاد المتطورة قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى بمدى 150- 200 كم ونشرها بالوقت الراهن يؤشر الى الاشتراك الفعلي للولايات المتحدة بالحرب الى جانب الكيان الاسرائيلي ضد غزة ولبنان .
منظومة الدفاع الصاروخي (ثاد)
أفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) : إنه "بناء على توجيهات من الرئيس، سمح الوزير أوستن بنشر بطرية دفاع جوي على ارتفاعات عالية (ثاد) والطاقم المرتبط بها من الأفراد العسكريين الأمريكيين في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب الهجمات الإيرانية غير المسبوقة ضد إسرائيل في 13 أبريل/ نيسان ومرة أخرى في الأول من أكتوبر". واعتبر ( أن هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة الصارم بالدفاع عن إسرائيل، والدفاع عن الأمريكيين في إسرائيل، من أي هجمات صاروخية باليستية أخرى من قبل إيران). وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها الولايات المتحدة منظومة الدفاع الجوي "ثاد" في المنطقة، حيث سبق أن وجه الرئيس الأميركي الجيش بنشرها في الشرق الأوسط العام الماضي بعد طوفان الاقصى في 7 أكتوبر للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة . كما سبق للولايات المتحدة أن نشرت منظومة "ثاد" في إسرائيل عام 2019 للتدريب . ومنظومة الدفاع الجوي "ثاد" (THAAD) : مصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية خلال المرحلة النهائية من تحليقها، وهي اختصار لـ Terminal High Altitude Area Defense (نظام الدفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية النهائية) ، وتعتبر جزء من شبكة الدفاع الصاروخي التي تديرها الولايات المتحدة لحماية الأهداف الاستراتيجية من الهجمات الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل الغلاف الجوي وخارجه . مدى الصاروخ 200 كم واقصى ارتفاع للاعتراض 150 - 200 كم ولايحمل الصاروخ اي متفجرات ويعتمد على الاصطدام المباشر بالهدف الجوي وأسقاطه . تتكون بطرية الصواريخ ثاد من : 6 قاذفات الصواريخ ، 48 صاروخ اعتراضي ، الرادار بمدى كشف 1000كم ، نظام الاتصال وادارة النيران بالاضافة الى ملحقات اخرى مثل مولدات الطاقة وطاقم التشغيل 100 جندي امريكي .
دلالات نشر المنظومة (ثاد)
نعتقد ان الانتخابات الامريكية والتنافس بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تلقي بظلالها على الحرب في غزة ولبنان، ويسعى كلا الحزبين على كسب أصوات ودعم اليهود وحلفائهم لذلك فان قرار ارسال المنظومة قد أتخذ بعد المكالمة بين الرئيس الامريكي بايدن الذي شارفت ولايته على الأنتهاء وبين رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لمناقشة الرد الاسرائيلي على الهجوم الصاروخي الايراني في الاول من تشرين الاول الحالي والذي تضمن اطلاق 200 صاروخ ايراني على اهداف اسرائيلية لاسيما وان صواريخ عديدة لم يجري اعتراضها ووصلت اهدافها . في حين تؤكد الادارة الامريكية شروطها للموافقة على الرد الاسرائيلي وأسناده وهي عدم شمول الرد الاسرائيلي على المواقع النووية والمنشأت النفطية الايرانية لتجنب انزلاق المنطقة في حرب شاملة . وكعادته طلب رئيس حكومة الاحتلال مقابل تلك الشروط المزيد من الاسلحة وتعزيز الدفاعات الجوية وزيادة القدرة على اعتراض واسقاط الصواريخ الباليستية الايرانية والتي تنطلق من لبنان . وبالفعل حصلت موافقة الرئيس الامريكي بايدن على نشر بطرية الدفاع الصاروخي ثاد مع 100 جندي امريكي في فلسطين المحتلة لتعزيز قدرات اسرائيل في اعتراض واسقاط الصواريخ البالستية وبذات الوقت يؤشر انفتاح البطرية قرب الرد الاسرائيلي على الهجوم الصاروخي الايراني والتحسب للرد المقابل من ايران او لبنان .
أهم الدلالات التي من الممكن تأشيرها من نشر المنظومة في الوقت الراهن :
- نشر المنظومة يعني قرب الرد الاسرائيلي على اهداف حيوية في ايران رداً على الهجوم الصاروخي الايراني في الاول من تشرين الاول الحالي وتمكن صواريخ عديدة من الوصول الى اهدافها لاسيما القواعد الجوية التي تتمركز فيها أحدث انواع الطائرات F-35
- كأجراء احترازي توقع الرد الايراني المقابل على الهجوم الاسرائيلي المحتمل باستخدام الصواريخ البالستية وكروز.
- نشر المنظومة يساعد اسرائيل على اعتراض الصواريخ الباليستية التي يطلقها حزب الله لبنان والحوثيين من اليمن .
- نشر المنظومة رسالة دعم امريكي لسياسة حكومة نتنياهو التي اختارت التصعيد العسكري ولا أمل قريب في وقف لأطلاق النار في غزة ولبنان .
شكل الضربة الاسرائيلية المحتملة
بعد مايقارب الاسبوعين على الهجوم الصاروخي الايراني وضحت الصورة والموقف ، ولغرض التوازن بالردع بين اسرائيل وايران ، نعتقد ان الرد الاسرائيلي بات جاهزاً ويتضمن المزيج من الضربة الجوية المباغتة والحرب السيبرانية والحرب الالكترونية لغرض شل الرادارات والاجهزة الالكترونية الايرانية ، وتستهدف الضربة الاسرائيلية مواقع عسكرية للحرس الثوري والقوة الجوفضائية وقواعد الصواريخ والمسسّيرات والقواعد الجوية العاملة دون التعرض الى أهداف نفطية أو نووية . ايران واسعة وفيها عمق وتنتشر على مساحتها الاهداف العسكرية والنووية والصناعية والبحرية لذلك يصعب على جيش الاسرائيلي معالجة اهداف كثيرة في ضربة واحدة لكونها تحتاج الى جهد جوي كبير والحاجة الى التزود بالوقود جواً لأكثر من مرة بالوقت الذي فيه القوات الجوية الاسرائيلية مشغولة على اكثر من جبهة حرب . السؤال الضروري هنا يبقى، هل سترد طهران على الضربة الاسرائيلية المحتملة ؟ نعتقد ان ايران واسرائيل في حالة حرب غير معلنة بينهما ونتوقع الرد الايراني المقابل اذا كان الهجوم الاسرائيلي مؤثراً ويوقع خسائر جسيمة ذو تأثير مادي ومعنوي .
المستخدمون الحاليون لمنظومة ثاد : الولايات المتحدة ، جيوش حلف شمال الاطلسي الناتو ، والسعودية .
إرسال تعليق