محمد نصيف
آتونَ نحوَكَ يا أقصى على لهبِ
آتونَ نزحفُ طوفانًا من الغضبِ
إليكَ نزحفُ يا مسرى الرسولِ على
شوقٍ ومعذرةً إن جئتَ بالعتبِ
آتونَ تهزجُ بالبشرى بنادقُنا
تصوغُ بالنصر تأريخًا من العجبِ
صوتُ الرصاصِ أهازيجٌ تطيبُ بها
نفوسُنا وكأنَّ الكونَ في طربِ
ففي البنادقِ سرٌّ ليس يدركهُ
في العيشِ غيرُ نفوسِ الفتيةِ النُجُبِ
وفي الخنادق عزٌّ ليس يبلغُهُ
من سرَّهُ في حياةٍ موضعُ الذنبِ
تشرينُ من بعدِ خمسينَ انقضتْ وجعًا
يعودُ يخفقُ فيهِ بيرقُ العربِ
تشرينُ يا باعثَ الآمالِ كم ظمئتْ
أرض العروبةِ حتى جئتَ بالسحبِ
تشرينُ يا موعدَ الأحرارِ يا قدرًا
للراكبينَ المنايا دونما رهبِ
للطالبينَ المعالي دونما كللٍ
والسالكينَ سبيلَ الموتِ للشهبِ
الموتُ عرسٌ لنيلِ العزِّ نركبُهُ
تجثو الخطوبُ لنا طوعًا على الركبِ
يا قدسُ أنتِ العروسُ اليوم فابتهجي
تبختري في فساتينِ السنا القُشُبِ
يا قدسُ يا مريمُ العذراء دانية
لك القطوفُ فقرّي في حمًى خصبِ
هزي إليك بجذع النخل قد عذبتْ
فيه الثمار لتجني زاهيَ الرطبِ
نخلُ البطولاتِ ذي أعذاقُهُ نضجتْ
حانَ القطافُ وجني الفخرِ والأربِ
هذي فلسطينُ دربُ الحقِّ فانتسبوا
تاجًا من العزِّ تُهدي كلَّ منتسبِ
هذي فلسطينُ أرضُ الأكرمينَ حمًى
والمصلحينَ اعوجاجَ العالمِ الخربِ
تبقى فلسطين للأحرارِ بوصلةً
وللعراق مسارَ النبضِ والعَصَبِ
يبقى العراقُ بكل الحادثات لهُ
رأس الطليعةِ إن دارتْ رحى النُّوَبِ
وجهُ العروبة بسامٌ إذ انقشعتْ
عن شمسهِ ما تغشاها من الحجبِ
قل للمطبعِ قد شاهتْ وجوهُكُمُ
رُدّتْ بضاعتُكُم في شرِّ منقلبِ
أخلاقُكُم جربٌ يجتاحُ أمتَنا
طوفانُ غزةَ تطهيرٌ من الجربِ
سفكُ الدماءِ يُعرّي القبحَ في أممٍ
لا تستحي من ركوبِ الزيفِ والكذبِ
وكلَّما صرختْ بالحقِّ أضلعُنا
ضجَّ النفاقُ بوجهِ الحقِّ بالصخبِ
آلامُنا هي آلامُ المسيحِ وما
همَّ الجناةَ وإن ساروا لقتلِ نبي
دعوا الخطاباتِ لم تُثمرْ سوى خدرٍ
ما في الخطاباتِ نفعٌ عند مغتصبِ
هذا هو الجَدُّ يا صهيونُ فاعتبروا
فليسَ ما تشهدونَ اليومَ باللعبِ
لا تفرحوا اليومَ إنَّ الذلَّ لاحقكُم
هذي معاقلُكُم كومًا من الحطبِ
حانَ القصاصُ وسيفُ الحقِّ في يدِنا
وما لكم ملجأٌ يُرجى سوى الهربِ
بنصرنا الله في القرآن أنبأنا
ووعد ربيَ فوق الشكِّ والريبِ
سندخل المسجد الأقصى كدخلتِنا
الأولى نتبّرُ ما تبنونَ من قببِ
اللهُ أكبرُ يا طوفانَ غزتِنا
حرّرتَ أعماقنا من خانقِ الكربِ
يرفُّ فوقَ رؤوس الخصمِ بيرقُنا
إنذارَ صاعقةٍ في قلب مرتعبِ
سيكتب الفخر مزهوًّا مآثرَنا
وسوف تعبقُ فخرًا أسطرُ الكتبِ
رَشْقُ الرصاصِ قوافٍ حينَ نطلقهُ
هيَ البنادقُ تحكي أبلغَ الخطبِ
إرسال تعليق