مخاطر ألإنسداد الفكري والتصحر الثقافي .

مشاهدات

 


د عامر الدليمي 


الثقافة عامل مهم ودلالة واضحة على مدى تقدم أي مجتمع من مجتمعات العالم ،لتفهمها الحياة ومتطلباتها، ومؤشر عملي لتأثيرها في التوعية المجتمعية وسعيها لمواكبة التطورات بالعقل والفكر السليم ، وعاملاً أساسياً وحيوياً للبناء والتنمية ،ومظهراً إجتماعياً وفعلاً  لا غنى عنه لإستمرار الحياة ، ورسالة إنسانية لأية أُمة كرمز  لهويتها ،عنوانها ،قوتها ، عدتها ،عتادها ، حاضرها ، ماضيها .


والثقافة هي أحدى المعايير المهمة التي تؤكد نجاح وحيوية أي مجتمع لتساويه مع ثقافات مجتمعات العالم المتحضرة ،التي تعمل وفق صياغات معرفية ناضجة ، تركن للعقل والبحث من أجل ألتغيير والتقدم ،بوسائل أكثر نضوجاً ،لأن الثقافة المعيار الحقيقي والمسار الصحيح لتحقيق تنمية وتقدم إجتماعي مستدام ، كونها من أهم أسس إزاحة الظلام وأُطره المتخلفة ، فهي تسعى دائماً لإطلاق مسار الوعي الإجتماعي ،وتقديمها أفكار وبرامج وخطط أكثر نجاحاً ، ومحاربتها ألأفكار الهابطة التي تشكل خطراً واسعاً على الحياة والإنسانية في حالة إستمرارها ،كونها عامل إرجاعي لتأثيراتها السلبية ومن أخطر ألآفات التي تهدد المجتمع في مستقبله وتطوره وتؤدي  الى التصحر الثقافي ، وتجعله في غيبوبة فكرية وأُمية مطبقة دون شعوره أو إحساسه لما يجري حوله من متغيرات معرفية في شؤون الحياة ،لذلك فمعرفة الواقع وطبيعة الحياة ودراستها من خلال الثقافة  وألاهتمام بالفكر ألانساني هي محاولة  للانفتاح الحضاري بالتفكير والمعرفة المستندة للعقل والتصور المتعلق بالحياة لتحقيق تنمية  إجتماعية تساهم في التطور لأنها عملية ضرورية لتغيير نمط تفكير ألانسان بخطوات  إبداعية مستمرة وبصياغات تتناسب مع الواقع لغرض تحقيق إستنهاض  مجتمعي بأساليب أكثر مقبولية وأدوات تجديدية إبداعية كسياسة إجتماعية فلسفية معرفية تهدف لحياة أكثر تقدماً ،ودعوة إنسانية جوهرها الانسان .

تعليقات

أحدث أقدم