بين دفتي كتاب وحقيبة سفر

مشاهدات


ولاء العاني


رحت ابحث عن العنوان ورسمت لنفسي عدة طرق للوصول . اخترت ايسرها واسرعها فأنا على موعد مع زوج وأب متشوق لرؤية أطفاله على مقاعد الدراسة . لان الأم منعته من الالتقاء بهم واستخدمت حقها القانوني الذي منحته لها الحكومة الالمانية ونسيت أن للانسانية والابوة حق أيضا عليها .


وصلت وكان هو الآخر قد وصل قبلي لانه يسكن قريبا على مدرسة أطفاله . جلسنا مع مربية الفصل التي اقترحت عليه أكثر من فكرة . لكنه كان يرفضها باصرار شديد وكلما ذكرت أمامه كلمة مشكلة تصدى لها مرتجفا أن لا مشكلة بينه وبين زوجته . بدا واضحا عليه خوفه من وصول أمرهم إلى دائرة الشباب كي لا يفقد أطفاله فالقانون يحمي الصغير حتى من أبويه . لم ينتهي بنا الأمر الى هذا الحد . بل استمر لاكمل مشوار اليوم عند مركز الشرطة . ثم أمام باب سكن الزوجية لتمنحه أوراقه الرسمية التي تمسكت بها منذ شهور انتقاما منه لسبب لم استطع فك رموزه . وصل افراد الشرطة المدججين بالسلاح وطلبوا منا ايضاح الامر .


اقتربت السيدة في تلك الاثناء ودعتنا لاستلام اغراضه من امام باب المنزل وقدمت له ملابسه واوراقه التي تبين انها ليست كاملة . كذلك حقائب سفر ممزقة وبالية . اخذها رغم ان الالم يكاد يقتله .. تبا للحرية التي خضتم عباب البحر لاجلها . من لم تأكله اسماك القرش اكلته طبيعة اوربا التي لا تشبهنا بشيء فهؤلاء فهموا لعبة الانفتاح كما اشتهت شياطينهم .

تعليقات

أحدث أقدم